قال احد الهاشميين، : كنت جالسا عند المنصور بإرمينية، وهو أميرها لأخيه أبي العباس، وقد جلس للمظالم، فدخل عليه رجل فقال: إن: لي مظلمة، وإني أسألك أن تسمع مني مثلا أضربه قبل أن أذكر مظلمتي، قال: قل. قال: إني وجدت الله تبارك وتعالى خلق الخلق على طبقات، فاصبي إذا خرج إلى الدنيا لا يعرف إلا أمه ولا يطلب غيرها، فإن فزع من شيء لجأ إليها؛ ثم يرتفع عن ذلك طبقة فيعرف أن أباه أعز من أمه فإن أفزعه شيء لجأ إلى أبيه؛ ثم يبلغ ويستحكم " فيعرف أن سلطانه أعز من أبيه " ، فإن أفزعه شيء لجأ إلى سلطانه، فإن ظلمه ظالم انتصر به، فإذا ظلمه السلطان لجأ إلى ربه واستنصره، وقد كنت في ذلك الطبقات، وقد ظلمني ابنك نهيك في ضيعة لي في ولايته؛ فإن نصرتني عليك وأخذت بمظلمتي، وإلا استنصرت الله عز وجل ولجأت إليه، فانظر لنفسك أيها الأمير أو دع. فتضاءل أبو جعفر، وقال أعد علي الكلام، فأعاده. فقال: أما أول شيء فقد عزلت أبني نهيك عن ناحيته، وأمر برد ضيعته .