(( مناظرة السخاء والبخل ))
وتناظرا يوما فقال البخل: أنا أفضل فإني سبب الغنى
وأنت سبب الفقر فصاحبي يمسكني فيصبح غنيا وصاحبك ينفقك فيصبح فقيرا
فأنا قوة القلب وأنا حارس العرض
وأنا قائد الغنى وبشير العلا وسائق الجيش
وأنا أورث المال والفرج وأحفظ البيوت والدنيا
وأغنى عن القرض وأذب عن العرض
وأغنى عن الناس والغنى عن الناس هو الغنيمة العظمى والدولة الكبرى وأنا وأنا؛
واحتج عليه السخاء فقال:
يا فل ابن فل يا ملوما بكل لسان يا مذموما عند كل إنسان
وأنا ممدوح بكل لسان محمود عند كل إنسان أنا سبب المحبة أنا سبب الذكر الجميل أنا ساتر العيوب
أنا الذي يشار إلي بالاصابع أنا الذي يحبني كل أحد
أنا أنفع في الدنيا والآخرة أنا الذي وجودي للمنفعة
وأنت الذي وجودك للمضرة
والله جواد كريم وإبليس شحيح بخيل
وكل سخي في الجنة وكل بخيل في النار
وأنا شجرة في الجنة وأنت شجرة في النار
وأنا قريب من الله وأنت بعيد من الله قريب إلى النار
وأنا يحبني كل أحد وأنت يبغضك كل أحد
وأنا أكون مع المؤمنين وأنت تصبح مع الكافرين
ولي منشور توقيعه هذا دين أرتضيه لنفسي ولن يصلحه الا السخاء
ولك منشور توقيعه سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة
وأنا مع الانبياء وكل نبي وولي سخي
وأنت مع اليهود والنصارى.
فلما حاجة بهذه الدلائل فكأنه ألقمه الحجر
فهرب البخل إلى ديار الكفر خجلا وجلا نادما سادما منقطعا
فأمر الشرع حتى ينادي ألا فاسمعوا وعوا خلق الله الايمان وحفه بالسخاء وخلق الكفر وحفه بالبخل