كم من المناظر التي رأيت
توحي بالقسوة والا مبالاه بمشاعر الآخرين ....
ترى البعض يرمي بكيس القمامة او العلب امام عامل النظافة وكأنه رماها في برميل القمامة..!!
لا تظن ان هذا العامل حلمه وهدفه ان يكون عامل نظافة ..
بل ربما يحلم ان يكون مديرا او وزيرا لكن الحاجة جعلته بدلا
من ان يمسك قلما وورقة ...
جعلته يمسك مكنسا وملف ...
وفي المقابل
تجد بعض الناس يتأثر من كلمة ويتحسس من عبارة وينجرح من كلام قيل له ولا يكاد ينام الليل كله وكأن مصيبة حلت به
فهل فكر في مشاعر غيره يوم أساء اليه ...!!!???
ام ان الامر نفسي نفسي ...
اخي حفظك الله
اعلم ان الجزاء من جنس العمل
وكما تدين تدان
لقد انتشر في الفيس بوك مواقف لغير المسلمين فيها من الإحساس بمشاعر الآخرين وعدم الإسائة إليها
مما حدى بأبناء المسلمين الى التعجب من حفظ هذه المشاعر لدى هؤلآء
ومادرى المسكين ان ديننا الحنيف علمنا هذه الاخلاق العاليه والقيم النبيله ...
ولكن لما جهلنا ديننا كان منا الغرور بأفعال هؤلآء ...
دعونا نأخذ أمثلة من كتاب الله وهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم
فمن ذلك
إن من اعظم من حفظ له مشاعره وعدم الإساة إليها هما الوالدان قال سبحانه
) فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما (
فانظر إليه سبحانه كيف حذر من جرح مشاعرهما من كلمة ذات حرفين ) اف ( ولا اكبر منها ) ولا تنهرهما ( ولكن ) قل لهما قولا كريما (
كذلك قال سبحانه
) واما السائل فلا تنهر (
فلما جائك السائل في حال ذل نبه سبحانه الى حفظ مشاعره فلا تنهره
كذلك كان من هديه صلى الله عليه وسلم إذا اخطأ أحد من اصحابه وعرف خطئه فانه يجمع الناس ويقول
) مابال اقوام يقولون كذا وكذا (
فالمهم معالجة الخطأ لا التشهير بالمخطئ
كذلك ﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﺃﻳﻦ ﺃﺑﻲ؟ ﻗﺎﻝ « ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺭ» . ﻗﺎﻝ: ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﻗﺎﻝ: «ﺇﻥ ﺃﺑﻲ، ﻭﺃﺑﺎﻙ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺭ»
انظر كيف احس النبي صلى الله عليه وسلم بتأثر مشاعره فأنس عليه وقال أبي وأبوك في النار
كذلك قال يوما لأصحابه
) ... سبعون الف يدخلون الجنة بغير حساب ولاعذاب ... فقام عكاشة ابن محصن فقال ادعوا الله ان يجعلني منهم قال ) انت منهم ( ثم قام رجل آخر فقال ادعوا الله ان يجعلني منهم فقال ) سبقك بها عكاشة (
فقد قيل في تفسير الحديث ان الرجل الآخر كان منافقا فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم ان يجابهه بما يكره تأليفا له
وقيل لم يرد ان يفتح الباب فيدخل من ليس اهلا لها ...
فانظر الى خلقه عليه الصلاة والسلام كيف حفظ مشاعره حتى لو كان منافقا
فقال كلمة اقنعت السامع ولم تجرح الطالب
وقد اصبحت مثلا يحتذى بها
وكم من الآيات والاحاديث التي من تأملها عرف عظمة هذا الدين وحفظه لمشاعر الآخرين
وكذلك انا وانت أخي علينا ان نتخلق بها ونحفظ مشاعر الآخرين وعدم الإساة إليها
فمثلا
بدلا من ان تقول
لعاطل عن العمل ... ياكسلان ..!!
علمه كيف يعمل ...
او لخائف ... ياجبان ...
علمه الشجاعه ...
او مقصر في حق ربه ... ياصايع ...
علمه طريق الهدايه ...
او مقصر في حق والديه ... ياعاق ...
علمه كيف يبرهما ...
او مقصر في حق ارحامه ... ياقاطع ...
علمه كيف يصلهم ...
او مقصر في حقوق الآخرين ... ياظالم ...
علمه كيف يحسن اليهم ...
كذلك لاتفتخر
بمالك امام الفقير
وبعيالك امام العقيم
وبأبيك امام اليتيم
وبعلمك امام الجاهل
فإنك بذلك تجرح مشاعره من دون ماتشعر
اخواني
علينا ان نكون سفراء لديننا
بما علمنا من اخلاق فاضلة
ليعلم العالم اجمع ان ديننا لم يترك لنا صغيرا ولا كبيرا إلا علمناه ...
علينا ان نعتز بديننا الذي قال الله عنه
) اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ..(
نسأل الله ان يرزقنا مكارم الاخلاق وان يقينا مساوئها
اخوكم .... انور الدهبلي