جحاف.. تضاريس المعاناة وتراجيديا المقاومة والصمود
يصر المحتل اليمني أن يتخذ من جبل جحاف ثكنات عسكرية تتوزع على ظهر الجبل في أكثر من ستة مواقع عسكرية كبرى، وثلاث نقاط تفتيش معززة بعشرات الجنود والأسلحة الثقيلة من دبابات ومدفعية، فوق جبل البضيع بجحاف وحده يوجد حوالي مائتي جندي قام الجنود بحفر الخنادق وبرك الماء وبناء عشرات المتاريس الإسمنتية، احتياطي يكفي لأشهر في حالة حدوث حصار ما، والأهم من هذا كله المضايقات التي يتعرض لها السكان الذين تتضرر مزارعهم كل مرة، أما موقع قرنه الذي أضحى يشبه معسكر متكامل حيث يتخذ أكثر من مائة وخمسين جندي من مبنى قديم أشبه بالقلعة مكان لهم يحتمون بداخله وقد استخدمها جنود الاحتلال البريطاني معسكر لهم أبان الاستعمار البريطاني للجنوب معسكرا لهم، وإلى جانب تلك القلعة يستخدم الجنود مبنى محطة لتقوية الإرسال التلفزيوني وأسواره المرتفعة تحصينات لعدد من الآليات العسكرية - دبابتين ومصفحات أخرى - يجري تشديد الخناق على عمال المحطة ومضايقتهم باستمرار ويتعرضون للتفتيش عند الدخول والخروج من وإلى مكان عملهم في حين يعيش سكان المنازل المجاورة في مأساة جراء المضايقات التي يعيشونها بسبب الجنود، الموقع الآخر هو الموقع الذي يتخذ الجنود من مبنى الأمن مكان لتمركزهم ونقطة لمراقبة الطريق الوحيد الذي يؤدي من وإلى جحاف ولا يوجد طريق آخر سواه، أما موقع الزغلول وهو الموقع الذي يشرف على الطريق الرئيسية أيضا حيث أقيمت نقطة تفتيش تعمل على تفتيش السيارات والركاب وفي هذه النقطة يتعرض المواطنين للاستفزازات والاعتقالات وغالبا ما تقوم المواقع المشرفة على تلك النقطة بإطلاق النار على السيارات دون أي أسباب وفي تلك النقطة جرى قتل الشاب الشهيد جبر عبدالله مسعد كما تم الاعتداء على العشرات ولا يزال الشاب الجريح رشيد حسن احمد يعاني من الجراح التي أصيب بها في الـ 9 من يوليو 2011م.
وفي مدخل جبل جحاف توجد نقطة وموقع الدريب، وهناك مواقع ثلاعث وغيرها من المواقع التي تنتشر على امتداد المرتفعات.
في العام 1994م جرى اجتياح جبل جحاف بقوة يقدر قوامها بحوالي أربعمائة جندي يتقدمهم رتل كبير من الآليات العسكرية وكان قد سبق الاجتياح قصف عنيف بصواريخ الكاتيوشا وقذائف ما ألحق أضرارا بمنازل المواطنين في حين أصيبت امرأة بإصابة بليغة في إحدى رجليها، وفور وصول القوات بعد معارك مع السكان جرى اعتقال العشرات وتعذيبهم ونهب محتويات المكاتب الحكومية، وجرى إقامة عشرات المواقع العسكرية.
ظهور المقاومة في جحاف:
جحاف قدر الشهادة وتضحيات في سبيل الجنوب:
ثلاثة عشر شهيد وأكثر من مائتي جريح هم ضحايا ثورة الجنوب السلمية، منذ احتلال الجنوب في العام 1994م منهم:
1- الشهيد احمد محمد ناصر الجمل
2- الشهيد علي قايد المعكر
3- الشهيد احمد محمد مسافر
4- الشهيد وليد صالح عبادي
5- الشهيد محمد عبدالله الوداد
6- الشهيد عبد الحكيم فضل عبيد
7- الشهيد محمد صالح مرشد
8- الشهيد سيف علي غالب
9- الشهيد محمد محسن عبدالله كباس
10- الشهيد محسن صالح مثنى
11- الشهيد محمد عبدالله البكري
12- الشهيد أنعم احمد قاسم
13- الشهيد ياسين احمد علي
14- الشهيد توفيق ناجي أحمد
15- الشهيد جبر عبدالله مسعد
ومن هؤلاء الشهداء يعد الشهيد احمد محمد ناصر الملقب الجمل واحد من أوائل شهداء الجنوب الذي استشهد في العام 2000م وكان من ابرز مقاتلي حركة حتم، ومثل استشهاده جرس إنذار في جبل جحاف الذي انتفض لتشييع الشهيد الجمل في موكب جنائزي مهيب شارك فيه آلاف الجنوبيين الذين جاءوا من مختلف محافظات الجنوب.
جحاف واحتلالها مرات ثلاث:
لم تكن قوات الاحتلال قد اكتفت والحملة التي تتمركز في جحاف بل أرسلت المزيد من الحملات ففي شهر ديسمبر عام 2001م نصبت قوات الاحتلال كمين استهدف واحد من أبرز قادة حركة حتم العقيد علي قايد المعكر أثناء عبوره الطريق لزيارة أقربائه في قرية خارج جحاف لكن العقيد المعكر قاوم ببسالة ولم يستشهد إلا بعد أن حصد حوالي ثلاثة من الجنود وعدد من الجرحى، حينها كانت الضربة قوية على الاحتلال الذي سارع ليعلن أن طقم تابع للجيش تعرض لكمين مسلح وجرى توجيه التهمة لكافة الناشطين في حركة حتم، وفجأة وبعد مضي يومين على استشهاد المعكر جرى الزحف على جحاف منتصف الليل بقوة كبرى تتألف من عشرات الجنود وعدد من المدرعات وقاموا بتطويق القرى الواقعة أسفل جبل جحاف وفروا حارا شديدا انتهى بنسف أربعة منازل بعبوات الديناميت وانسحبت تلك القوات لتعاود الكرة بصورة مباغتة أثناء ساعات الظلام وتهاجم شبه منزل كان الأهالي قد حاولوا بنائه لعائلة محمد صالح هاشم الذي جرى تدمير منزله، وفي تلك المعاودة جرى فرض الحصار على المنزل الشروع بإطلاق النار صوب المنزل الذي لم يكن فيه سوى النساء والأطفال، ومن ثم قام الجنود اقتحام المنزل وإخراج الطفل بكيل أحد أبناء محمد صالح هاشم، ثم قاموا بفتح نيران أسلحتهم على الطفل وأخذوه ثم ذهبوا به ودمه ينزف وبعدها جرى إدخاله أحد سجون صنعاء لعدة أشهر ما تسبب له في عاهة أبدية برجله، المنزل الآخر الذي تعرض للنسف هو المنزل التابع للشهيد محمد محسن كباس الذي ظل مطاردا منذ تدمير منزله وحتى لحظة استشهاده في يونيو العام 2010م أثناء اجتياح جبل جحاف للمرة الرابعة حيث تصدى لهم الشهيد كباس ببسالة ولم يبرح موقعه حتى جرح واستنفذ ذخيرة بندقيته عندها قام جنود الاحتلال بأسره ومن ثم قاموا بتصفيته في الأسر بعد ذلك ورمي جثمانه في المكان الذي جرح فيه حيث كان يقاوم.
[img]
[/img]