قناة السعيدة في صنعاء وحملة الشحت باسم شعب الجنوب الأبي

قناة السعيدة في صنعاء وحملة الشحت باسم شعب الجنوب الأبي

نتيجة لسياسة نظام الاحتلال في صنعاء تجاه شعب الجنوب منذ احتلاله عام 1994م يعيش هذا الشعب تحت خط الفقر , حيث تمت وتتم عملية نهب ثرواته واستباحة أرضه وعرضه وبصورة ممنهجة .. هذا الاحتلال المتخلف لم يكتف بنهب ثروات شعب الجنوب , وإنما أتبع سياسة استعمارية جديدة هي الأولى من نوعها في التاريخ البشري , وهي الشحت باسم شعب الجنوب , وهذا ما تجلى بالبرنامج الذي تبثه ما تسمى بقناة ( السعيدة) أو بالأصح ( قناة التعيسة) خلال شهر رمضان الحالي لتطلب التبرع لبناء مركز صحي لعلاج مرض السرطان بعاصمة الجنوب عدن.





إننا كشعب في الجنوب مع تقديرنا لفكرة البرنامج كعمل أنساني نبيل ونعي حجم المعاناة التي يعانيها المصابين من أبناء شعبنا بهذا المرض الخبيث شفاهم الله جميعاً نتيجة لسياسات نظام صنعاء تجاه شعبنا , إلا إننا في الوقت نفسه نرفض هذه السياسة الاستعمارية الجديدة للأسباب التالية:
1. وطن بحجم الجنوب ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) تبلغ مساحته اكثر من (365) كيلومتر مربع تستخرج من باطن أرضه ثروة نفطية قد تصل إلى مليون برميل يومياً . توجد فيه سبعة مصانع اسمنت تستخرج من أرضه (15) مليون طن من الاسمنت سنوياً , مدخول ميناءه الرئيسي ـ ميناء عدن ـ وحده (20) مليون دولار شهرياً , ويمتلك ثاني أكبر ثروة سمكية على مستوى الوطن العربي بعد المملكة المغربية, وينتج أهم الاصناف القطنية ـ قطن طويل التيلة , وغيرها من الثروات الطبيعة والزراعية والتجارية والبشرية .. شعب يمتلك كل هذه الثروات الهائلة بإمكانها أن تبني له ليس مركزاً مثل هذا تكلفته لا تزيد عن ( مليون دولار. بل تنبني له عشرات المراكز الصحية لمكافحة السرطان, ولكن هذه الثروات يتم نهبها من قبل نظام الاحتلال في صنعاء . فكيف يتم الشحت باسمه؟
2. هذا الشحت ليس الغرض منه عمل لوجه الله , وإنما له أهداف سياسية تتمثل في إظهار روح التعاطف من قبل اطراف احتلال الجنوب تجاه شعبنا الذي يناضل ويقدم اغلى التضحيات من اجل نيل حريته واستعادة دولته, وكأن نظام صنعاء مهتما بأوضاع شعب الجنوب. والحقيقة عكس ذلك تماماً.
3. حملة التبرعات هذه يقف وراءها حزب التجمع اليمني للإصلاح المتطرف , المعروف عنه بقدرته على غسل الأموال , فقد سبق له بأن تبنى حملة بيع أسهماً عام 1992م لتأسيس شركة ( الاسماك والأحياء البحرية) وشركة ( المنقذ) وغيرها من الأعمال , التي جمع من وراءها أموال طائلة استثمرها في خدمة مصالحة الحزبية الخاصة. ويريد من هذه الحملة الجديدة أولاً تحقيق طموحاته المالية, وثانياً اظهار موقف متعاطف مع شعب الجنوب , مع أنه كان الشريك الاساسي في احتلال الجنوب عام 1994م واليوم هو القوة الرئيسية المعادية لقضية شعبنا , ومن غير المستعبد أن قيامه بهذه الحملة الهدف منها جمع الأموال لغرض الاعداد للقيام بحرب شامله ضد شعب الجنوب وحراكه السلمي . فكل الدلائل تشير إلى ذلك.
4. اختيار مدينة عدن عاصمة الجنوب لتكون هي وجهة حملة التبرع تهدف إلى جمع أكبر مبالغ مالية , ولاسيما من المغتربين الجنوبيين , والقضاء على روح التعاطف الشعبي العربي والدولي تجاه قضية شعب الجنوب العادلة. فهذا الرأي العام لا يعرف أن حزب الاصلاح المتطرف الذي يتبنى هذه الحملة الاعلامية لبناء مركز صحي لمكافحة السرطان بعدن , رفض محافظ عدن ( وحيد علي رشيد ) الذي ينتمي لهذا الحزب أن يسمح لعدة عروض عربية ودولية لبناء مستشفى بعدن , ومنها عرض الحكومة البريطانية لبناء مستشفى جديد بجانب مستشفى الجمهورية بعدن , بتكلفة نصف مليار دولار أمريكي. وسوف تكون أحدى اقسامه ـ قسم مكافحة الأمراض السرطانية.
5. كي لا تتضح بسرعة خفايا هذه الحملة جعل حزب الإصلاح رجل الأعمال المعروف/ عبد الجبار هائل سعيد أنعم رئيساً لهذه الحملة. ولهذا إننا باسم شعب الجنوب نحذر أسرة هائل سعيد أنعم من الاستمرار في هذه المهزلة , لأنها سوف تفتح عليهم نار جهنم , فهي حملة لتشويه سمعة شعب الجنوب , فشعب الجنوب لم ولن يكون شعبا شحاتا . بل هو شعب إباء وشموخ يفضل الموت ولا يمد يده لغير الله.
إن الحملة بقدر ما هدفت إلى تشويه صورة شعب الجنوب , بالقدر ذاته بينت حجم السلب والنهب التي تتعرض له ثروات الجنوب , وسياسة الافقار التي تعتمل من قبل سلطات صنعاء تجاه هذا الشعب الأبي. ومع ذلك فإن هناك واجب على شعب الجنوب وفي مقدمته مثقفيه وقياداته , وهو الوقوف امام هذه الحملة ورفضها بكل الوسائل المتاحة , وادعو قوى الثورة السلمية الجنوبية بكل اطيافها إلى الوقوف بجدية أمام هذه الحملة الهادفة إلى تشوية صورة شعب الجنوب وقضيته العادلة , وهنا أدعو الأخ عبدربه منصور هادي وكل مسئول جنوبي في حكومة النفاق الوطني إلى وقف هذه الحملة . واقرار بناء هذا المشروع من عادات ثروات الجنوب , فهذه الثروات كبيرة وتنهب يومياً , وهي قادرة على بناء ليس مركز صحي واحد مكون من عدة غرف, وإنما بناء مستشفيات من عدة طوابق لمكافحة هذا المرض , والذي سبب انتشاره سياسة نظام صنعاء.
كما أعدو كل اقلام الجنوب الشريفة الى القيام بحملة اعلامية لفضح حقائق هذه السياسة القذرة , وادعو ابنائي وبناتي شبان وشابات الجنوب أمل شعبهم في استعادة دولته إلى توزيع هذا المقالة ونشرها والقيام بحملة اعلامية عبر وسائل الاتصال الحديثة .
المواطن الجنوبي/ محمد عباس ناجي .