ضحايا الأمن المركزي
محمد عبدالله الموس
الأحد 05 أغسطس 2012 12:53 صباحاً
صفحة محمد عبدالله الموس
محمد عبدالله الموس rss
اقرأ للكاتب
دحبشة!
علامات انفصالية!
مرسي (المنتظر)
حيٌّ في الأرجاء
الحجر من القاع والدم من رأس الجنوبي
كتبت ذات يوم على صفحات عطرة الذكر (الأيام) عن (ديمقراطية أعقاب البنادق) تعليقا على اعتداء رجال امن على المحامي محمد محمود ناصر وهاتفني،يومها، مدير امن عدن حين ذاك، معاتبا ووجهت له دعوة لندوة في نادي الروضة الثقافي الرياضي، وهي فعالية شهرية نقيمها في الأربعاء الأخير من كل شهر يتولى إدارتها المسؤول الثقافي بالنادي المسرحي المعروف قاسم عمر قاسم الراسخ في أذهان الناس بالنائب نصر في مسرحية التركة، واخترنا أن يكون موضوع ندوة ذاك الشهر (الأمن والمواطن).
ولما كانت تحضى به ندوات نادي الروضة الشهرية من اهتمام فقد كان الحضور كبير ونوعي ومن مختلف مناطق عدن من البريقاء غربا إلى العريش شرقا، وركز الحضور في ملاحظاتهم على مسالة انعدام الثقة بين رجال الأمن والمواطن، حتى إننا قلنا يومها أن تواجد رجل الأمن كان يخلق الطمأنينة لدى الناس في زمن مضى فيما صار ظهور رجل الأمن، في زمننا الحالي، مصدر للقلق.
تختلف آلية تدريب رجل الأمن باختلاف المهمة التي يراد له القيام بها فرجل الأمن العام في الزمن الماضي يتم تدريبه على أن حماية المواطنين من أهداف وان المواطن شريك في الحفاظ على الأمن، لكن أنظمة الاستبداد تدرب رجال الأمن على أن المواطن هو العدو المفترض، فالعلاقة الجيدة بين رجل الأمن والمواطن ممنوعة، في نواميس أنظمة الاستبداد، لأنها يمكن أن تؤثر على إنسانية رجل الأمن وتحد من عدائيته.
وفيما يخص التدريب على أن المواطن هو العدو المفترض فيبدو أن الأمن المركزي يحضى بنصيب الأسد من هذا التدريب إذا ما نظرنا إلى الوحشية التي يعاملون المواطنين بها، خصوصا في عدن حيث لا قبائل يمكن أن تخيفهم بالمطالبة بالثأر، وواقعة الاعتداء على الشاب زكي علوان (24عام) آخر دليل في سلسلة اعتداءات طويلة.
لا تستقيم الممارسة الديمقراطية مع وجود جهاز قمع يقتل ويسحل الناس لمجرد أنهم عبروا عن أرائهم، وجميع حالات القتل والسحل التي ارتكبت من قبل هذا الجهاز في الجنوب لم تكن في مواجهة عصابات أو قاعدة أو قطاع طرق وإنما كانت تجاه مواطنين عزل يعبرون عن أرائهم، وما حدث في المنصورة ليس ببعيد.
باسم الأيتام والثكالى والأرامل ندعو فخامة رئيس الجمهورية إلى لجم التصرفات العدائية التي يزجون فيها جنود الأمن المركزي، فهم أيضا ضحايا، وخصوصا في عدن كما ندعو مثقفي الوطن والمنظمات الحقوقية، جنوبا وشمالا، إلى تبني حملة لحل هذا الجهاز وإلحاق أفراده بالجيش بعد إعادة تأهيلهم على قاعدة أن المواطن ليس العدو المفترض.
عدن- 3/8/2012م