تبرئة بلدوزر إسرائيلي دهس أمريكية دافعت عن فلسطين أصدرت محكمة حيفا حكمها برد الدعوى وتبرئة إسرائيل "لأن السائق لم يرهاالعربية.نت
برأت محكمة حيفا الثلاثاء الجيش الإسرائيلي من مسؤولية مقتل
الناشطة الأمريكية المؤيدة للفلسطينيين ريتشيل كوري التي سحقها بلدوزر
"جرافة" تابعة للجيش الإسرائيلي خلال تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في قطاع غزة
عام 2003. ورفضت المحكمة الإسرائيلية دعوى مدنية رفعتها عائلة كوري ضد
إسرائيل.
وقال القاضي اوديد غيرشون في قراءته لحكم محكمة حيفا "وصلت إلى استنتاج
يشير إلى عدم وجود إهمال من قبل سائق الجرافة، وأنه لم يرها"، على الرغم من
أنها كانت ترتدي معطفاً برتقالياً قوي اللون.
وأفادت مراسلة "العربية" في القدس، نقلاً عن محامي العائلة، أنه لم يكن
متوقعا أن تقضي المحكمة بخلاف ذلك، مؤكداً أن عائلة كوري ستفصح في مؤتمر
صحافي عن خطواتها المستقبلية بخصوص القضية.
قصة فتاة شقراء تحدت جرافة إسرائيلية ريتشيل كوري
بدأت القضية برمتها من مخيم رفح للاجئين
عام 2003، حيث وقفت فتاة شقراء بمعطفها البرتقالي، بكل ما أوتيت من ايمان
وعزم في وجه جرافة ضخمة، محاولة منعها من تسوية منزل فلسطيني آخر بالأرض.
فما كان مصيرها إلا أن سحقتها الآلة الاسرائيلية بكل دم بارد.
قصتها شكلت صدمة للعالم برمته، على الرغم من حوادث مشابهة وبالمئات حصلت
لفلسطينيين. وعلى الرغم من أن الناشطة العشرينية أمريكية الجنسية ويهودية
الأصل والدين، إلا أن شيئا لم يحل دون قتلها.
فقد أكد شهود عيان للواقعة، من صحافيين أجانب كانوا يغطون عملية هدم منازل
المواطنين الفلسطينيين التعسفية، بأن سائق الجرافة الإسرائيلية تعمد دهس
راشيل والمرور على جسدها بالجرافة "مرتين أثناء محاولتها لإيقافه قبل أن
يقوم بهدم منزل لمدنيين. في حين يدعي الجيش الإسرائيلي أن سائق الجرافة لم
يستطع رؤية ريتشيل.
يذكر أن ريتشيل بدأت نشاطها في المنظمة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني
(ISM) في العام 2002، وعملت كمتطوّعة في بلدات وقرى الضفة الغربية وقطاع
غزة. وهي خرجت من رحم عائلة تعنى إلى حدّ بعيد بالشأن السياسي والاجتماعي.
كلماتها الأخيرة وفي محاولة البحث، عبر موقع ريتشل
(
www.rachelcorrie.org) الذي أسسته العائلة ومجموعة من الأصدقاء، تحية
لروحها وتخليداً لذكراها، عن الكلمات والرسائل التي تركتها الفتاة. إذ وعلى
الرغم من أن الدخول للموقع مباح كما تصفح كافة أقسامه، لكن العثور على
كلمات ريتشل شبه مستحيل عبر موقعها. لعلها محاولة طمس للكلمة بعد سحق 23
ربيعاً.
كل ما تبقى من رسائل يمكن تلخيصه بما نشرته سابقاً صحيفة الغارديان
البريطانية، ففي إحدى رسائلها إلى أمها كتبت تقول: "أنا أحبك يا أمي ولكني
أنا الآن أصبحت أكبر وأكبر خارج ما منحتني: دعيني أقاتل هؤلاء الوحوش".
وفي عبارات أخرى، كتبت عن واقع الفلسطينيين تقول: "من الصعب عليّ أن أفكر
في ما يحدث هنا وأنا جالسة أكتب للولايات المتحدة. لا أعلم إن كان أي من
الأطفال هنا قد عاش بدون ثقوب أحدثتها طلقات الدبابات في حوائط بيوتهم أو
أبراج جيش محتل تراقبهم باستمرار. عندما أكون مع أصدقائي الفلسطينيين أصبح
أقل خوفاً عندما أحاول أن ألعب دور المراقبة أو الناشطة. أنا مندهشة من مدى
قدرتهم على الدفاع عن إنسانيتهم وقدرتهم على الضحك وحسن الضيافة ضدّ الرعب
الفظيع المحيط بهم وشبح الموت الذي لا يفارقهم. أظن أن هذا الأمر هو ما
يُعرف بالكرامة".
أما عن عملية القتل والاضطهاد الإسرائيلي الممنهج ضد الشعب القلسطيني،
فقالت: "بصراحة، الطيبة الشديدة للناس بالإضافة إلى الأدلة الدامغة على
التدمير المتعمد لحياتهم، تجعل الأمر لا يمكن تصوره. بالنسبة لي لا أصدق
حقيقة أن شيئا كهذا من الممكن أن يحدث في العالم بدون احتجاج أكبر عليه.
أعتقد أن هذا يمثل تطهيرا عرقيا".