تقرير : اطفال جنوبيون يشاركون في احتجاجات استعادة ( الوطن المفقود)
الجمعة 07 سبتمبر 2012 11:53 مساءً
صورة لطفلة مشاركة في فعالية احتجاجية بعدن -عدن الغد
عن الصحيفة الورقية
على طول طريق طويلة وسط عدد من الأحياء العتيقة بمدينة التواهي بعدن يسير رجل في العقد الرابع من عمره وهو يحمل فتاة في الـ 8 من عمرها .
رغم الأجواء الحارة يجاهد "علي عوض" وهو يحمل فتاته الصغيرة "امتنان" على كتفيه فيما يصرخ إلى جانب الآلاف من الأشخاص المشاركين في مسيرة للحراك الجنوبي مطالبا بما يصفه استقلال الجنوب عن الشمال.
في المسيرة التي نظمت يوم الاثنين الـ 3 سبتمبر 2012 سار العشرات من الأشخاص وهم يحملون أطفالهم وكلا رسم على ملامح وجه طفله او نصب على رأسه علم من إعلام دولة الجنوب التي بات الجنوبيون يحنون إليها بشدة .
يتصبب"علي عوض" وهو احد أوائل المشاركين في فعاليات الحركة الوطنية الجنوبية ( الحراك الجنوبي) عرقا ويمضي في طريقه فيما تصرخ فتاته الصغيرة " ثورة ثورة ياجنوب".
منحت فسحة صغيرة منحتها الحكومة اليمنية للفعاليات الاحتجاجية التي ينظمها الحراك الجنوبي في عدد من البلدات مؤخرا فرصة مشاركة نسوة وأطفال ضمن نطاق هذه الفعاليات الاحتجاجية .
منذ العام 2007 اندلعت حركة احتجاجات شعبية واسعة النطاق في عدد من المدن الجنوبية إلا ان حركة الاحتجاجات هذه اقتصرت على مشاركة الشباب والرجال خصوصا بعد ان ووجهت بقمع شديد من قبل الحكومة اليمنية وأجهزتها الأمنية .
ومنذ أواسط العام 2011 بدأ يلاحظ ازدياد حجم مشاركة نسائية في صفوف الاحتجاجات التي ينظمها الحراك الجنوبي ليتطور لاحقا تزايد مشاركة الأطفال في هذه التظاهرات .
أم احمد هكذا عرفت نفسها لـ"عدن الغد" كانت هي الأخرى تسير وسط تظاهرة حاشدة شهدتها مديرية صيرة (كريتر) وهي تجر طفلها الصغير الذي يحمل بيده علم الدولة التي كانت قائمة في الجنوب قبل 1990.
بتدقيق بسيط في وجه الأطفال والمشاركين وآبائهم في هذه المسيرات يمكن ملاحظة تعدد الأعراق واختلاف السحنات .
يتكون أهل الجنوب من خليط من قوميات وأعراق عدة فهم خليط من الصومال والهنود والعرب وهو الخليط الذي يفاخر به الجنوبيون ويعتبرونه دليل على انسجام الجنوبيين وتعايشهم فيما يعتبره الشماليون انتقاصا وغالبا مايوصف الجنوبيين في الشمال بأنهم "هنود وصومال" وهي الإشارة التي يراد منها استنقاص أهل الجنوب .
"عبدي احمد" احد سكان حي حافة القاضي العريقة يسير إلى جانب التظاهرة التي شهدتها كريتر مؤخرا .
يمضي في طريقه ممسكا يده بيد ابنته الصغيرة ويقول أنها تحب الجنوب مثلما يحبه.
يقول :" أطفالنا معنا وحلمنا واحد وهو استعادة الوطن الجنوبي الذين نحن فيه سواسية شعب واحد حقوق واحدة لا هذا من حاشد ولاهذا من بكيل ..
يتحدث "عبدي" عن شغف الكثير من الأطفال بالتظاهرات الجماهيرية في الجنوب وتحديدا في عدن ويقول انه بات على الشعب في الجنوب ان يدفع بجميع أطيافه لكي يشاركون في التظاهرات التي قال أنها مؤيدة للحرية والاستقلال.
على مقربة من تمثال عتيق لملكة بريطانية في التواهي تمر مسيرة جماهيرية للحراك الجنوبي عشرات الأطفال ممن يلعبون في حديقة الملكة فيكتوريا يهرعون إلى وسط المسيرة ويواصلون السير جنبا إلى جنب .
بات من المألوف اليوم ان تجد في عدن الكثير من الأطفال يخرجون عصرا في مسيرات قصيرة تطوف أحيائهم الشعبية يردد خلالها الأطفال هتافات بينها "ثورة ثورة ياجنوب" وهو الشعار الأشهر على الإطلاق الذي نادى به محتجون جنوبيون في العام 2007.
تقول أمل عبده فارع وهي طفلة في الـ 12 من أطفال حي سالم علي بمديرية صيرة أنها تحب الجنوب كثيرا وتشارك منذ أسابيع إلى جانب صديقاتها الصغار في مظاهرات الحراك الجنوبي.
ببراءة الأطفال تدنو إلى الأرض وترسم علم صغير بأربعة فواصل وتقول ان أباها كثيرا ماحكى لها عن دولة الجنوب السابقة وكيف كانت امها عاملة في مصنع للغزل والنسيج وكذلك أباها.
بات أباها بلا عمل منذ العام 1994 وأمها تحولت إلى ربة منزل التقى والداها بالقرب من مكنة خياطة بمصنع الغزل والنسيج لتنشى بينهم قصة حب عاصفة تكللت بالزواج.
بعد سنوات من وجد والدي الطفلة " أمل" أنفسهم على الرصيف بعد ان تم تدمير مصنع الغزل والنسيج في العام 1994.
تقول أمل لـ"عدن الغد" أنها تحلم ان يخرج اباها إلى العمل مرة أخرى وان ترى امها وقد تركت البوم صور هو كل ماتبقى لها من الزمن الجميل.
تبتعد المسيرة في طريقها تدرك "أمل" ان المسيرة بدأت في الابتعاد تلوح لنا بيدها وتمضي محاولة اللحاق بالركب .
*من صالح العبيدي