مدح حسان ابن ثابت لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وأحسن منك لم تر قط عيني
وأجمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرأ من كل عيب
كأنك قد خلقت كما تشاء
*********
هجوت محمدا، فأجبت عنه،
وعند الله في ذاك الجزاء
أتهجوه، ولست له بكفء،
فشركما لخيركما الفداء
هجوت مباركا، برا، حنيفا،
أمين الله، شيمته الوفاء
فمن يهجو رسول الله منكم،
ويمدحه، وينصره سواء
فإن أبي ووالده وعرضي
لعرض محمد منكم وقاء
***********
أغر، عليه للنبوة خاتم
من الله مشهود يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه،
إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله،
فذو العرش محمود، وهذا محمد
نبي أتانا بعد يأس وفترة
من الرسل، والأوثان في الأرض تعبد
فأمسى سراجا مستنيرا وهاديا،
يلوح كما لاح الصقيل المهند
وأنذرنا نارا، وبشر جنة ،
وعلمنا الإسلام، فالله نحمد
وأنت إله الخلق ربي وخالقي،
بذلك ما عمرت في الناس أشهد
تعاليت رب الناس عن قول من دعا
سواك إلها، أنت أعلى وأمجد
لك الخلق والنعماء، والأمر كله،
فإياك نستهدي، وإياك نعبد
والله ربي لا نفارق ماجدا،
عف الخليقة ، ماجد الأجداد
متكرما يدعو إلى رب العلى ،
بذل النصيحة رافع الأعماد
مثل الهلال مباركا، ذا رحمة ،
سمح الخليقة ، طيب الأعواد
إن تتركوه، فإن ربي قادر،
أمسى يعود بفضله العواد
والله ربي لا نفارق أمره،
ما كان عيش يرتجى لمعاد
لا نبتغي ربا سواه ناصرا،
حتى نوافي ضحوة الميعاد