الفرق بين القرآن الكريم والحديث القدسي
س: ما الفرق بين القرآن الكريم والحديث القدسي؟
ج: هناك عدة فروق بين القرآن الكريم والحديث القدسي نذكر أهمها فيما يلي:
أولا: أن القرآن الكريم كلام الله تعالى أوحى الله به إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بلفظه وتحدى به- أي بالقرآن- العرب جميعا فعجزوا عن أن يأتوا بمثله، أو بعشر سور من مثله أو بسورة واحدة من مثله، ولا يزال التحدي به قائما إلى يوم القيامة،
فهو معجزة خالدة إلى يوم الدين. وهذا بخلاف الحديث القدسي فلا يتحدى بتلاوته.
ثانيا: القرآن الكريم لا ينسب إلا إلى الله تعالى فيقال: قال الله تعالى.
والحديث القدسي- كما سبق- قد يروى مضافا إلى الله تعالى وتكون النسبة إليه حينئذ نسبة إنشاء. فيقال: قال الله أو يقول الله تعالى. وقد يروى مضافا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكون النسبة حينئذ نسبة إخبار لأنه صلى الله عليه وسلم هو المخبر به عن الله عز وجل فيقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل.
ثالثا: القرآن الكريم كله منقول بطريق التواتر، فهو قطعي الثبوت. والأحاديث القدسية أكثرها أخبار آحاد، فهي ظنية الثبوت. وقد يكون الحديث القدسي صحيحا وقد يكون حسنا، وقد يكون ضعيفا.
أما القرآن فلا تعتريه هذه الأحوال، لأنه كله صحيح من عند الله.
رابعا: القرآن الكريم من عند الله تعالى لفظه ومعناه. فهو وحي باللفظ والمعنى.
والحديث القدسي معناه من عند الله تعالى ولفظه من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم على القول الصحيح فهو وحي بالمعنى دون اللفظ ولذا تجوز روايته بالمعنى عند جمهور المحدثين
خامسا: القرآن الكريم متعبد بتلاوته فهو الذي تتعين القراءة به في الصلوات لقوله تعالى: (فاقرؤا ما تيسر من القرآن ) فقراءته في الصلاة وفي غير الصلاة
عبادة يثيب الله تعالى عليها كما جاء في الحديث الشريف:
«من قرأ حرفا من كتاب الله تعالى فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها. لا أقول الم حرف. ولكن ألف حرف.
ولام حرف. وميم حرف» .
وبالمقابل لهذا فإن الحديث القدسي لا يجزئ في الصلاة ويثيب الله عليه ثوابا عاما.
فلا يتحقق في قراءته الثواب الذي ورد ذكره في الحديث الشريف على قراءة القرآن الكريم بكل حرف عشر حسنات؛ وبهذا يكون قد اتضح الفرق بين القرآن الكريم والحديث القدسي .. والله أعلم.