التصـــالـح والتســـامـح !!!???

التصالح والتسامح !!???
جملة جميلة جمعة كلمتين عظيمتين ...
التصالح جميل ... والتسامح أجمل ...!!!
التصالح مهم ... والتسامح أهم ...!!!
لكن هل هما مترادفتين متلازمتين ... ???
ام ان كل واحدة منهما قد تستغني عن الاخرى ...?????
إنه قد تستغني كل واحدة عن الاخرى احيانا وبشكل مؤقت ...!!!
لكن لدوام التصالح لابد من التسامح ....
فالتسامح أهم من التصالح من اجل دوام المحبة والاخوة ....
وكم رأينا من افراد او قبائل كان بينهم صلحا ولم يكن بينهم تسامح فسرعان ماتزلزل الصلح وعادوا الى اشد مما كانوا عليه ...
وقد قدم الله التسامح على التصالح فقال سبحانه
( فمن عفى واصلح فاجره على الله )
فتنبه اخي لهذا المعنى وما يحويه من حكم ...
ان التصالح إذا خلا من المصالح ... جر الى التسامح ...!!!
فإذ خلا التصالح من المصالح المادية وروعي فيه المصالح المعنوية من نشر المحبوة والألفة والتآخي ساعد ذلك على التسامح ....
فالمصلح كلما كان مقصده ابتغاء وجه الله لايبتغي بذلك مصالح ماديه ولا سياسية ولا معنوية تخصه من حيث الشهرة و السمعة ....
كلما كان اقرب الى الصلح والى القلوب من حيث القبول ووفق بتوفيق الله لان مقصده ابتغاء ماعند الله ....
فقد قال جل في علاه
( لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نوتيه اجرا عظيما )
فكل ماكان لله دام واتصل ...
وماكان لغيره انقطع وانفصل ...
فالمصلح عليه ان يستعين بالله ويستغني به عما سواه .....
لأن القلوب بيد الله فإذا علم منه صدق نيته جمع الله له القلوب والف بينها....
فليست المادة كل شي فقد يكسب بها بعض القلوب الضعيفة لكن تبقى صعبة عليها القلوب العزيزة....
ولذلك لما اصلح النبي صلى الله عليه وسلم بين الأوس والخزرج على ماكان بينهما من قتل ....
قال سبحانه
( والف بين قلوبهم لو انفقت مافي الارض جميعا مالفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم )
فلم يقل سبحانه لو انفقت ماعندك او ماعند اصحابك او قومك بل قال مافي الارض جميعا ... وكم في الارض من كنوز ..???
فالقلوب بيد الله ولو تنبه كل مصلح لهذه القاعدة لوفق في إصلاحه سواء بين اخوين او بين زوجين او بين اسرتين او بين قبيلتين .....الى غير ذلك ...
كذلك على المصلح ان يكون صاحب حكمة ورزانة في عقله يزن الأمور بميزانها ....
كذلك عليه ان يكون ذا بصيرة بالأمور وعواقبها ...
فرب مصلح صار مفسدا من حيث يشعر او لا يشعر ...!!!
فليس كل مصلح مصلح فالعبرة بالمظمون لا بالمنظور ...
كذلك على المصلح ان يتحلى بالصبر والتحمل فإنه لن يجد الورود مفروشة امامه ...
بل قد يجد الأذى والسب و الشتام والهمز والمز بل عليه ان يتوقع اكثر من ذلك ...
فان كان مستعد لذلك فاليتقدم والا فاليدع الميدان لمن هو أولى منه ... بدلا من ان يصبح خصما لمن عاداه ...!!!
وكذلك علىالمصلح ان يكون انحيازيا لا يميل الى طرف على طرف بل يأخذ الامور بحكمة وفن في التصرف ولا يستعجل في الاحكام حتى يتثبت ويدرس الموضوع من جميع جوانبه ويراعي فيه المصلحة العامة علىالمصلحة الخاصة ....
وعليه ان يضغط على جميع الاطراف ولا يضغط على طرف دون طرف فاذا تنازل كل طرف عن كامل حقه تولد لديه بشائر الصلح ....
وعلى المصلح ان يستعمل العلاج المناسب للجرح المناسب ...
ولا يكن كمن % أراد ان يكحلها فأعماها %
وعليه ان يكون همه إزالة المشكلة لا همه فقط إنهائها ...!!!
فلا يكن همه علاج جرح غائر في البدن بمرهم مهدئ او شاش سطحي يخفي معالم الجرح ...!!!
فإنه سرعان ما يثور الجرح ويكون اكبر مما كان عليه في السابق ....
بل عليه الا يستعجل في العلاج وينظر له اكثر من طريقة وحل و يستعين باهل الخبرة والمشورة ...
حتى يقع الدواء على الداء بحيث لا تقوم للداء قائمة...

والحديث في هذا الباب يطول ولكن لعلي اتيت ببعض الامور المهمه التي هي اساس الاصلاح
وكما قيل ““ الحر تكفيه الاشارة ““
فكل واحد منا يحب التصالح والتسامح ...
ولا ينكره الا جاهل احمق او صاحب شر ارمق
ولنا عبرة في قوله سبحانه
}} والصلح خير {{

أسال المولى جل وعلى ان يجعلنا صالحين مصلحين غير فاسدين ولا مفسدين
إنه عليم بذات الصدور

اخوكم ومحبكم أنور الدهبلي