باعوم يدفع ثمن معرفته الحقيقة
ضل البعض يشكك في القول المعروف ان الحراك الجنوبي يعيش صراع حقيقي مرير على مستوى القيادة بين طرفين متناقضين . طرف يريد ان يكون الحراك جنوبياً خالصا ً يعبر عن مطالب الشارع الجنوبي والقضية الجنوبية ويناضل لتحقيقها ويعبر بصراحه عن أهدافه ويكون مزيجا لكل القوى مستفيدا من فكر وحقيقة "التصالح والتسامح " وفي وتجسيده من اقوال الى افعال والاستفادة من كل اخفاقات الماضي ومراحله المختلفة وبالتالي ان مشروع الاستقلال يجب ان يكون مستقلاً تماماً عن مشروع احزاب اللقاء المشترك لتناقضهم وأستحلت توافقهم وبالتالي تعطيل أي محاولة لاستقلال الحراك لإقراض واهداف حزبية او محاولة الاستفادة منه من قبل أي قوى خارجية او مشبوه على اساس ان الجنوب والقضية الجنوبية هي الوحيدة التي يجب ان تستفيد من هذه التضحيات ايماناً بشرعية وقانونية مطالب ابناء الجنوب وقد عبر عن هذا الموقف بعض القيادات حين واخر بعد ان يئست من الاخر وفشل المحاولات العديدة والدؤوبة في استمالتهم الى الشعب الجنوبي . الطرف الثاني حمل المشروع الجنوبي وتبنا سقف مطالب الشارع المتمثلة في الاستقلال لكنه ابا ان يتخلى عن ارتباطه بأحزاب اللقاء المشترك ومشاريع المشترك بل على الدوام كان معطلاً لكل اتفاق وحاول مراراً ان يكون هوا المصيطر وصاحب الكلمة العليا والنفوذ في أي قرار سياسي والتعامل مع القوى الاخرى على اساس استيعابها واشراكها اشراكاً رمزي في القرار واستخدم التصالح والتسامح فقط لإقراض سياسية واعلامية بما يخدم مصالحة ليس الا وتقديم مصلحة الاحزاب التي ينتمي اليها عن مصلحة الوطن الجنوبي مما اثر تأثير حقيقي في تعطيل الخروج بقياده موحدة تمثل الحراك الجنوبي بالتالي وسع وكرس عدم الثقة بين النخب الجنوبية المختلفة . ضل الحراك الجنوبي وعلى ثلاث سنوات حبيس لخلافات محتدمة بين اطرافه المختلفة وضلة احزاب القاء المشترك تسوق الحراك الجنوبي لخدمة مصالحها على اساس انها صاحبة اليد العليا في ادارته للضغط على النظام في غياب حسم حقيقي للخلافات الموجودة فيه في ضل اصابة رئيس الحراك الجنوبي الزعيم حسن احمد باعوم لأصابته بوعكه صحية ألمت به استدعت نقله خارج اليمن لمتابعة علاجه وعمل عملية جراحية مهمه . استدرك باعوم حقيقة الوضع في الداخل والاشكال الموجود وحجم الخطورة وعواقب الاختلافات على القضية الجنوبية فأبا استكمال علاجه واصر على العودة الى الجنوب لرئب الصدع ورص الصف الجنوبي والاستماع الى الى كل الاطياف والخروج بقيادة موحدة الا ان باعوم وبعد استماعه للكل وتوكيله من الكل اصطدم بموقف متصلب من القوى ذات الانتماء الحزبي لقوى ما يسمى بأحزاب اللقاء المشترك وتعنتهم على الموافقة لمطالبه ومطالب الشارع الجنوبي في تخليهم عن عضويتهم في احزابهم وتقديم مصلحة الجنوب على المصالح الحزبية وبالتالي تشكيل قياده موحدة وبرنامج سياسي واحد وواضح للجميع يضمن مطالب ابناء الجنوب وكذلك حاضن سياسي ممثل للقضية الجنوبية. اليوم باعوم في سجن الاحتلال يعيش ألام جرحه الذي لم يطيب بعد وألام الجرح الاكبر والأشد وهوا جهل رفاق الدرب في التخلي عن الجنوب وعن رفيقهم حسن احمد باعوم ، لذا لم نسمع كما كنا نسمع من قبل من احزاب اللقاء المشترك تقديمهم لمنهم خلف القضبان على أي حوار واستباق بل اشتراط انه لا حوار الا بعد فك قيود الاسرى . ندرك جيدا ان الحراك الجنوبي اليوم لم يكن مهم كما كان لأحزاب اللقاء المشترك فثورة التغيير اليوم هي الورقة الأربح لهم ليتم ممارسة لعبة الامس في ركوبهم هذا "السينامو" الجديد وحرفه عن مسيرته والاستفادة منه لتحقيق مأربهم المتمثلة في اعتلا كرسي السلطة على قاعدة ( كل الطرق متاحة لتحقيق الهدف ) ، بها ومن خلالها يتم الانقضاض على النظام وعلى قوى الحراك المطالبة بالاستقلال على طريقة ( ضرب عصفورين بحجر ). بالتأكيد قوى الاستقلال تدرك جيدا سبب تخلي هذه القوى عن الزعيم باعوم ورفاقه الجنوبيين منهم خلف القضبان من خلال ممارسات ومعاناه مورست عليهم خلال الثلاث السنوات الماضية ما فاجئهم هذه المرة هوا مدى جحود هاؤلاء من رفيق دربهم بعد ان غنوا له كثيراً وبالتالي استغرابهم الشديد متى يتعظون من اخفاقاتهم المستمرة وعدم قدرتهم على ان يكونوا يوم ما صناع قراراتهم بما يتواكب مع مصالح شعبهم واهلهم وتقديمهم المستمر لمصالح الاخر فوق مصالح ربعهم ( سامحهم الله ) . الأسئلة التي تراودني هي : هل قوى الثورة الشباب" في صنعاء او تعز يملكون القدرة على تعطيل مشروع هذه القوى وفي قدرت هذا القوى على سرقة ثورتهم والتحدث باسمهم ام ان هذه القوى قادرة على سرقة ثورتهم وتجييرها بما يخدم اهداف ومصالح مراكز القوى في احزابهم فقط وحلمهم المتمثل في اعتلا كرسي الحكم والانتقام من كل من وقف امام تحقيق ما كانوا يحلمون به وما يخوفنا من هذا السيناريوا ان يجد الشباب انفسهم في وقت ما امام امر لم يتمنوه قط مما يستدعي منهم ثورة جديدة " لاستعادت رؤوسهم كما كانت" ؟؟. هل الشارع الجنوبي لم يدرك بعد ما يحاك بهم ولم يستفق بعد من قفوته ام ان اعلام احزاب اللقاء المشترك استطاعت ان تقنعهم بالتخلي عن قضيتهم ورمزها الزعيم حسن احمد باعوم ؟؟ اخيرا ان فك اسرانا هوا بيد الشرفاء من ابناء الجنوب عبر الخروج الى الشارع وتقديم الام اسرانا والضقط على السلطة وقوى احزاب اللقاء المشترك مع في فك قيود اسرانا قبل الاتفاق على أي امر في نوعية تقديم أي شعار نتفق عليه ولو لبعض الوقت باعتبار ان اسرانا والزعيم احمد حسن باعوم هوا رمز القضية الجنوبية وهوا الامتحان للقوى التي تروج لأبناء الجنوب بأن اسقاط النظام هوا خطوه اولا لتحقيق مطامح ابناء الجنوب في تحقيق استقلالهم . محمد السعيدي