صالح يرفض التوقيع على المبادرة الخليجية
إسلام أون لاين – وكالات
رفض الرئيس اليمني علي عبدالله صالح السبت 30-4-2011 التوقيع على المبادرة الخليجية لانتقال السلطة سلمياً، الأمر الذي اضطر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني الذي كان يقوم بالوساطة العودة إلى الرياض، التي كان من المقرر أن يتم بها حفل التوقيع اليوم الأحد 1-5-2011.
يأتي هذا في الوقت الذي تشهد فيه اليمن احتجاجات واعتصامات في مختلف مدن البلاد منذ أكثر من شهرين للمطالبة برحيل الرئيس صالح.
وقال سلطان العطواني أحد مسؤولي المعارضة في اليمن: إن السلطة أحبطت الاتفاق وإن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني أبلغهم أن صالح رفض التوقيع بصفته الرئيس، وأنه كان يريد التوقيع بصفته رئيس الحزب الحاكم، وهذا يمثل انتهاكاً لروح ونص المبادرة الخليجية. بحسب رويترز.
وكان وفد الوساطة الخليجي برئاسة الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني قد وصل إلى صنعاء في محاولة لإقناع الرئيس اليمني بالتوقيع على اتفاق يتخلى بموجبه عن السلطة خلال شهر مع منحه حصانة بعدم الملاحقة قضائيا.
وقال محمد باسندوة وهو شخصية معارضة يوصف بأنه مرشح محتمل لتولي منصب رئيس وزراء مؤقت إن الأمر الآن في أيدي الدول الخليجية، وإذا تمكنت من إقناع علي صالح فإن الأمور ستكون جيدة.
واتهمت المعارضة المتمثلة باللقاء المشترك الرئيس صالح بإفشال المبادرة الخليجية، وقال محمد قحطان المتحدث باسم اللقاء المشترك، إن تراجع صالح عن التوقيع ليس جديداً، فقد تراجع مراراً عن اتفاقات سابقة مع المعارضة.
وكانت مصادر في المعارضة اليمنية قد أكدت في وقت سابق من يوم السبت أنها جاهزة للتوجه إلى العاصمة السعودية الرياض للتوقيع على المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية، ولكنها اشترطت أن يوقع عليها أولاً الرئيس علي صالح، وأنه جرى إبلاغ الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي بهذا الموقف.
وكان صالح قد قبل من حيث المبدأ، في وقت سابق من شهر أبريل الماضي، الاتفاق الذي أبرم برعاية مجلس التعاون الخليجي، مشترطاً أن يجري حفل التوقيع على يومين، ثم عارض في وقت لاحق وجود مسؤولين من قطر.
وقد آثار تحفظ الرئيس صالح على مشاركة دولة قطر في حضور مراسيم التوقيع في الرياض التي يشرف عليها وزراء دول التعاون الخليجي مخاوف وشكوك لدى معارضيه بعدم جديته في التوقيع على المبادرة التي تقضي باستقالته من السلطة.
وفي تعقيدات اللحظة الأخيرة، قال مسؤول حكومي يمني إن المناقشات جارية في اليمن مع الحزب الحاكم، حول ما إذا كان الرئيس سيوقع بنفسه على الاتفاق أم سيترك التوقيع لمسؤولين كبار في حزبه، ومن شأن خطوة كتلك أن تلقي بالاتفاق برمته في دائرة الشك، وكان مسؤولون آخرون قالوا أكثر من مرة في وقت سابق إن صالح سوف يوقع الاتفاق.
وتتيح المبادرة الخليجية للرئيس علي صالح 30 يوماً للتنحي، وتنص على أن يقوم صالح بتعيين رئيس للوزراء من المعارضة يرأس حكومة انتقالية تحدد موعداً لإجراء انتخابات الرئاسة بعد 60 يوماً من استقالة صالح، ويمنح الاتفاق صالح وحاشيته ومن بينهم أقارب يديرون أجهزة أمنية حصانة من المحاكمة.
من جهته قال قيادي في ثورة شباب التغيير إن عدم توقيع صالح على المبادرة الخليجية التي تنص في أحد بنودها على تخليه عن السلطة خلال شهر، هو بمنزلة كسب مزيد من الوقت ليعاود بعدها شن حروب ضد الشعب اليمني.
ويرفض كثير من شباب الثورة المبادرة الخليجية لأنها تمنح صالح حصانة من المحاكمة، كما أنها تمهله شهراً كاملاً لتسليم السلطة، حيث يطالبون بالتنحي الفوري لصالح ومحاكمته وأقربائه الذين يمسكون بزمام الأجهزة الأمنية والعسكرية.
ودعت اللجنة التنظيمية لشباب الثورة المعتصمين في جميع الميادين والساحات إلى عدم الالتفات لأي مبادرة أو تسوية سياسية تهدف إلى إطالة عمر النظام، مؤكدة أن "ما يدور الآن من حديث عن مبادرات أمر لا يعنينا على الإطلاق"
وقال بيان صادر عن اللجنة التنظيمية للثورة: "إننا لا نعول على أي وساطات أو تدخل خارجي وإنما نعول على صمود الشباب في الساحات و استمرار المسيرات والاحتجاجات حتى تحقيق هدف الثورة بإسقاط النظام".
وقال الناشط الحقوقي وأحد قيادات ثورة شباب التغيير خالد الأنسي ليونايتد برس إنترناشونال، عقب لقاء للرئيس اليمني والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني: "لا يزال صالح يلعبها بذكاء، فالهدف من رفضه التوقيع بذريعة أنه ليس طرفاً، وطلبه أن يوقع ممثل عن حزب المؤتمر الشعبي الحاكم هو لخوض جولة أخرى لمحاولة إقناعه بالتوقيع".
وتوقع الأنسي بعدها "أن يثور جدل وتفاوض حول تشكيل الحكومة، ومن ثم حول تنفيذ بنود الاتفاق، وبذلك يراهن صالح على كسب مزيد من الوقت يتمكن خلاله من تنفيذ مخططه بإثارة الفوضى وشن حرب أخرى ضد شعب اليمن".
وقال شباب محتجون إنهم باقون في الشارع لحين رحيل صالح، ودعوا لمحاكمته بتهم فساد وقتل أكثر من 143 محتجاً منذ بدء الإحتجاجات قبل نحو ثلاثة أشهر.
وكان العديد من المحتجين، ممن لا يثقون بالفعل في ائتلاف المعارضة الذي كان طرفاً في الحكومة في السنوات الأخيرة، قد دعوا الائتلاف إلى الانسحاب من الاتفاق الذي طرحته المبادرة الخليجية.
وعلى الصعيد الميداني، أكدت مصادر طبية وأخرى أمنية لبي بي سي ارتفاع قتلى المواجهات بين القوات الحكومية ومسلحين في حي المنصورة في عدن جنوبي اليمن، إلى ستة قتلى: ثلاثة من المعتصمين وثلاثة من القوات الحكومية.
وكانت قوات حكومية اقتحمت صباح السبت مخيم الاعتصام بساحة الشهداء في حي المنصورة بالدبابات و15 مدرعة، وأطلقت النيران بشكل عشوائي وأحرقت خيام الاعتصام بالكامل وقتلت ثلاثة من المعتصمين وجرحت العشرات.
بينما قالت مصادر أمنية إن مسلحين ألقوا قنبلة يدوية على مجموعة من الجنود بالقرب من ساحة الاعتصام وقتلوا ضابطاً وجنديين ما دفعها للرد باقتحام المخيم بتلك الطريقة.
وكانت عدن قد أصيبت بالشلل التام أمس تلبية لدعوة الإضراب العام في إطار الاحتجاجات المستمرة المطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح.
جاء ذلك بعد مظاهرات الجمعة التي شارك فيها نحو 4 ملايينيمني في أكثر من 17 محافظة للمطالبة بتنحي الرئيس عن السلطة فوراً ومحاكمته،وبالتزامن مع إضراب عام شل الحياة في عدن، وعدد من مدن البلاد