بقلم : رائد القاسم
الكل يعلم مالحضرموت من أهمية ثقافية حضارية تاريخية على مر التاريخ للجنوب ،فهي كانت ومازالت المرجعية الدينية لشعب الجنوب الأبي منذُ اللحظات الأولى لإنبثاق الإسلام في شبه الجزيرة العربية
.
فشعبها يتّصف بالهدوء والسلوك الحضاري وليس التبلّد والمسكنة ، فهي التي زرعت في العقل الجنوبي واحة أمنٍ وسلامٍ حتى شبَّ على دفع السيئة بالكلمة الحسنة
.
وكما قيل بأن يافع هي النموذج الساطع والشاهد الحي على التاريخ الذي أبى أن يتجاوزه الزمن ، ولن تكون كذلك إلا بإلتحام ذراعيها إليها ، فتصبح ساعتها (يافع - ردفان - الضالع) حربة حضرموت الحقيقية وقوّتها الضاربة في وجه أعدائها لأن إمتداد حضرموت وراس حربتها الضاربة (المثلث) تجاوز الجزيرة العربية في زمن من الأزمان
وبما أننا في سباق مع الزمن لأجل تحرير الجنوب فإن العقل والمنطق يحتّم على جنوبي مخلص لوطنه أن يكون جزءً من الحل وليس جزءً من الإشكال أو في زرع الأشواك ،، ومن هذا المنطلق فأنني أطالب كل جنوبي بطرح تصوّره العملي والمنطقي فقط وطرح البديل المناسب لأي شيء يراه غير مناسب أو يرى فيه القصور في التكتيك الإستراتيجي ، حتى نكون أداة بناء لا أداة هدم
.
وخلاصة الموضوع تقول ان حضرموت هي من تطلب من المثلث سرّعة التحرّك في التوحد والإصطفاف لأسباب سأختصرها بالنقاط التالية
:
**
وعورة التضاريس الجبلية للمثلث
**
رغم إيماننا بالثورة السلمية حتى الإستقلال ، إلا أن هناك خط آخر يقول أن الدفاع عن النفس مشروع بكل الديانات السماوية والإعراف الوضعية .
**
حاجة الثورة الجنوبية للإنطلاق بثورتها من أرض محررة .
**
إعتبار المثلث رأس حربة لردع الإمتداد الزيدي على مر التاريخ
لذا وبعيداً عن الإصطفافات السياسية أو الحزبية أو الفئوية أو الجهوية فإنني أطلب من الكل أن يتجرّد عن خاصّية الــ"أنــــا" ولو لبرهة من الزمن ويرتقي بفكره ونقاشه بما يساعد على بلورة هذه الفكرة وجعلها واقعاً ملموساً تخدم الجنوب وأرضه المحتلة ككل وليس كدعوة الى مناطقية كما يعتقدها البعض ،
فهل سنرى من يضع بلسم حروفه على جراحنا الغائرة ويساعدنا في إنتشال ذواتنا من براثن المكايدات الخبيثة ونشتغل ولو لبرهة من الزمن في بوتقة زهرة سوسن خالية من الأسنّة والرماح التي تمزق بعضنا البعض
شبكة الطيف الاخبارية