الدكتور عبد الكريم الارياني
التغيير – صنعاء :
يبدو ان العد التنازلي لــ " انتفاء " سلطة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ، الذي غادر البلاد للعلاج في 3 يونيو الماضي قد بدأت ، وذلك وفق ما يحدده الدستور اليمني ، الذي ينص على انتهاء سلطة الرئيس اذا اصبح عاجزا عن الحكم لمدة شهرين .
ويبدو أن الرئيس صالح متيقن لذلك وأنه حان الوقت لتوقيع المبادرة الخليجية , خاصة بعد ان أكدت مصادر دبلوماسية يمنية أنالدكتور عبد الكريم الإرياني – مستشار الرئيس اليمني قد قطع إجازته بصورةمفاجئة وتوجه إلى العاصمة السعودية الرياض خلال الساعات الـ(48) الماضيةوذلك بناءً على استدعاء تلقاه من الرئيس صالح الذي يتلقىالعلاج في إحدى المستشفيات العسكرية بالعاصمة الرياض منذ مطلع يونيو الماضيبعد حادث تفجير مسجد النهدين.
وأوضحت المصادر الدبلوماسية لصحيفة " أخبار اليوم" اليمنية , أن حضور الدكتور الإريانيإلى الرياض وقطع إجازته التي كان يقضيها مع أسرته في إحدى دول الاتحادالأوروبي بأنها لها علاقة مباشرة بتفعيل المبادرة الخليجية، والدخول فيعملية انتقال السلطة، مشيرة إلى أن الدكتور الإرياني قد تلقى مكالمة منأمين عام مجلس التعاون الخليجي الدكتورعبد اللطيف الزياني ناقش معه أهميةتحريك المبادرة الخليجية والبدء الفوري في تنفيذها والتي ما زالت تنتظرتوقيع الرئيس عليها.
وتوقعت ذات المصادر الدبلوماسية أن يغادرالدكتور أبو بكر القربي صنعاء إلى العاصمة السعودية الرياض للحاقبالدكتور الإرياني بعد أن قطع زيارته التي كانت محددة للولايات المتحدةالأميركية بصورة مفاجئة والتي كانت من المقرر أن يقوم بها بعد زيارته التيقام بها للعاصمة البريطانية لندن، التقى خلالها بوزير الخارجية البريطاني "وليم هيج"الذي شدد من جهته خلال مباحثاته مع القربي على أهمية وضرورة أنينقل الرئيس السلطة فوراً إلى نائبه بناءً على المبادرة الخليجية دونتأخير.
وأوضحت المصادر أن يكون الموقف البريطاني المتشدد تجاه أهمية نقلالسلطة بصورة فورية في اليمن باعتباره المخرج الوحيد للأزمة الراهنة وهو مااعتبر فشلاً لمهمة د. القربي لمراجعة الحكومة البريطانية في موقفها المعلنمما تسميه السلطة بالأزمة، وأن نتائج هذه الزيارة كانت عكسية، وهو ماأشارت إليه المصادر الدبلوماسية بأن ثمة مخاوف انتابت الحكومة اليمنية بأنتكون نتائج زيارة القربي إلى واشنطن مماثلة لزيارته للعاصمة البريطانيةلندن.. غير أن مصادر دبلوماسية أجنبية أشارت إلى أن زيارة القربي إلىواشنطن جاءت بناءً على طلب من الخارجية الأمريكية وليس بناءً على طلب منالجانب اليمني وأرجعت سبب إقدام الخارجية الأميركية على إلغاء زيارته التيكانت مقررة بأنه ناتج ورد فعل لتصريحاته الأخيرة التي بثتها رويترز ووسائلإعلام عالمية أكد فيها بأن الرئيس لن يترك السلطة إلا عبر الانتخابات وأنأي ضغوطات على الرئيس لترك السلطة من شأنها أن تشعل حرباً أهلية وهو مااعتبر موقف أصاب الجهود الإقليمية والدولية ـ التي تقوم بها دول الخليجبدعم من واشنطن ولندن ـ قد أصابها بالإحباط خاصة وأنها جاءت بعد 24 ساعةعلى مكالمة أجراها أمين عام مجلس التعاون الخليجي مع قيادات في أحزاباللقاء المشترك أكد لهم فيها أن المجلس قد تلقى تأكيدات جدية لتنفيذالمبادرة الخليجية والتوقيع عليها خلال أيام، غير أن تصريحات الدكتورالقربي كانت معاكسة ومحبطة للتأكيدات التي تلقاها أمين عام مجلس التعاونالخليجي من جهة، ومن جهة ثانية دفعت بأحزاب اللقاء المشترك أن تسلك خياراتبديلة عن المبادرة الخليجية..
وكانت مصادر وثيقة الاطلاع قد أكدت لـ(أخبار اليوم) أن السفير الأميركيونظيره البريطاني ومندوب أمين عام الأمم المتحدة قد حثوا أحزاب اللقاءالمشترك على ضرورة اتخاذ خطوات سياسية مهمة لإيجاد مؤسسات تحظى بتأييد شعبيواسع لاستلام السلطة، وإن هذه المؤسسات ستتلقى دعم دول إقليمية ودولية،مشترطين عدم إقصاء الحزب الحاكم من شراكته الوطنية في هذه المؤسسات التيستنتقل السلطة إليها، بعيداً عن المبادرة الخليجية.
وكانت تلك المصادر قد أكدت أن السفير الأمريكي قد أشعر جميع الأطرافالسياسية بأن موقف واشنطن من الأوضاع في اليمن سيكون متقدماً عن موقفهالحالي وأن واشنطن باتت تشعر بقلق متصاعد من الأوضاع الأمنية والاقتصاديةوالاجتماعية والسياسية.
من جانب آخر توقع مصدر مسؤول في الحزب الحاكم أن زيارة الدكتورالإرياني للرياض بصورة مفاجئة بأن نتاجها المتوقع هو الإعلان عن توقيعالرئيس للمبادرة الخليجية والشروع في عملية نقل السلطة إلى نائب الرئيس..
مشيراً إلى أن إعلان الرئيس عن تمسكه بالمبادرة الخليجية في خطابه الذيأُلقي يوم أمس بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك يمكن قراءته بأنه مقدمةللإعلان عن قبول الرئيس بالتوقيع على المبادرة الخليجية واعتبر المسؤول أنأي تعثر للجهود الأخيرة التي يبذلها الدكتور الإرياني فإن ذلك يعني وفاةالمبادرة السياسية للخروج من الأزمة الراهنة وبأن الأزمة والأحداث وثورةالشباب سيحدد مسارها المتغيرات على أرض الواقع وفي مختلف الأصعدة، متوقعاًأن يكون شهر رمضان حافلاً بالأحداث الكبيرة والمفاجئة للجميع