دعت الولايات المتحدة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في رسالة إلى عدم الرجوع إلى اليمن، وذلك في وقت ذكرت فيه معلومات رسمية يمنية أنه سيعود إلى البلاد بعد فترة نقاهة بالسعودية. وفي هذه الأثناء طالبت مظاهرة في تعز المجلس الرئاسي الانتقالي بالقيام بمهامه الوطنية والتاريخية تجاه الوطن.
وقالت وكالة رويترز إن الرسالة الأميركية وجهت مباشرة إلى الرئيس صالح بعد مغادرته المستشفى الذي كان يعالج فيه يوم الأحد، ولكن مصادر الوكالة لم تعرف الرد الذي قابل به صالح الرسالة.
وقد ذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الثلاثاء أن علي صالح سيعود إلى اليمن بعد قضاء فترة نقاهة بالسعودية، يحدد الأطباء مدتها.
ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول برئاسة الجمهورية قوله إن علي صالح "سيعود إلى البلاد بعد فترة نقاهته المحددة من الأطباء".
ويأتي هذا التصريح لنفي تقرير صحفي سابق ذكر أن مسؤولين أميركيين أقنعوا علي صالح بعدم العودة إلى اليمن.
ويقضي صالح فترة النقاهة بالسعودية بعد خروجه من المستشفى، وقالت مصادر حكومية إنه توجه ماشيا على قدميه إلى مقر إقامة حكومي في العاصمة السعودية الرياض، وإنه بحالة جيدة.
وبعد إصابة صالح توقفت المساعي لإقناعه بالرحيل، وتصاعدت وتيرة الاشتباكات بين الجيش من جهة والمسلحين الإسلاميين ورجال القبائل الموالية للمعارضة من جهة أخرى في أنحاء صنعاء.
وأذكت تلك الاشتباكات المخاوف من انزلاق البلاد في أتون حرب أهلية كانت على وشك أن تنشب عقب القتال الضاري بالعاصمة قبل ثلاثة أشهر.
مسيرة تأييد للمجلس
وفي هذه الأثناء، قتل شخص وأصيب آخرون بجروح برصاص القوات الموالية لصالح، في تجدد الاشتباكات بين تلك القوات ومسلحين من أنصار الثورة بمدينة تعز.
يأتي ذلك في وقت قام فيه شباب الثورة في محافظة تعز بمسيرة تأييد للمجلس الرئاسي الانتقالي الذي أعلنته عدة ائتلافات تمثل الثورة الشهر الماضي. وطالب المتظاهرون أعضاء المجلس بسرعة الاجتماع، وتحديد موقف تجاه ما قالوا إنه قتل وعقاب جماعي يمارسه نظام الرئيس علي عبد الله صالح.
وحثت المسيرة في تعز المجلس على القيام بمهامه الوطنية والتاريخية تجاه الوطن في هذه المرحلة الحساسة.
وفي بيان من مجلس شباب الثورة في تعز، دعا شباب الثورة منظمات المجتمع المدني والقوى السياسية والقبلية إلى الاصطفاف خلف المجلس الرئاسي الانتقالي، بصفته الممثل الشرعي الأول للثورة، على حد قولهم والمشاركة في التصعيد بالمسيرات السلمية والوقفات الاحتجاجية.
وخرجت مظاهرة حاشدة في محافظة إب تؤكد سلمية الثورة اليمنية ورحيل من سموهم بقايا النظام، وتدعو إلى محاكمة الرئيس وأقاربه لقيامهم بقتل اليمنيين.
القبائل والقاعدة
من جهة أخرى توصلت قبائل يمنية في محافظة أبين بجنوب اليمن إلى اتفاق يلزمها باستدعاء أبنائها من عناصر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المشاركين في الحرب في المحافظة. وحذرت القبائل أبناءها من استباحة دم كل مسلح منهم إذا لم يستجيبوا لدعوتها.
وقالت مصادر قبلية إن عددا من أبناء قبائل أبين المشاركين في المعارك في صفوف القاعدة ضد الجيش قد انسحبوا وعادوا إلى مناطقهم في أكثر من مديرية.
يأتي ذلك بعد أن تعرضت مجاميع قبلية تساند الجيش إلى غارة جوية على يد القوات الموالية للرئيس صالح وبعد تعرض تلك القبائل لكمين من أنصار القاعدة الأسبوع الماضي وهو ما أدى إلى مقتل نحو أربعين من رجال القبائل وإصابة آخرين.
يذكر أن قوات من الجيش اليمني والقبائل اليمنية تخوض حربا ضد عناصر من تنظيم القاعدة منذ نهاية مايو/ أيار الماضي.
تحقيق دولي
وبالتزامن مع مغادرة صالح للمستشفى، طالبت المعارضة اليمنية ممثلة بأحزاب اللقاء المشترك بتحقيق دولي في مقتل مئات المدنيين في ساحات التغيير بالمحافظات اليمنية وجرح واعتقال الآلاف.
وعللت أحزاب اللقاء المشترك في بيان الدعوة إلى تحقيق دولي "بعجز الآليات الوطنية عن حماية حق اليمنيين في الحياة، لذلك نطالب بتحقيق دولي نزيه في كل جرائم وحوادث القتل والعنف".
وعدد البيان حوادث العنف التي طالت المحتجين وكل حوادث العنف والقتل التي جرت في طول البلاد وعرضها.
وجددت أحزاب المعارضة إدانتها لكل أشكال العنف، وحملت نظام الرئيس صالح مسؤولية ما يجري من قتل ودمار ودفع بالبلاد نحو منزلق العنف.
واتهمت النظام اليمني بارتكاب جرائم دموية لم تقف عند حد ممارسة القتل اليومي للمواطنين ودك القرى والمنازل والأحياء السكنية بمختلف أسلحة الفتك والدمار.