2011/10/3 الساعة 23:30 بتوقيت مكّة المكرّمة
أعلن
نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اليوم الاثنين، عن إمكانية التوصل
إلى اتفاق نهائي مع المعارضة اليمنية خلال أيام، كما أكد الحزب الحاكم في
اليمن عن التزامه بما توصل إليه مع بعض قيادات أحزاب المعارضة اليمنية حول
آلية لتنفيذ المبادرة الخليجية. في الوقت الذي غادر فيه مبعوث الأمم
المتحدة اليمن لإطلاع مجلس الأمن على نتائج جهود لتسوية الأزمة في البلاد.
ونسبت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية إلى نائب الرئيس قوله "إن الحوار جار
مع أحزاب المعارضة بخصوص تنفيذ المبادرة الخليجية، وقد قطع شوطا متقدما ومن
المتوقع الاتفاق النهائي على ما تبقى من قضايا في الأيام القليلة
المقبلة".
وأكد هادي -في اتصال هاتفي أجراه مع مستشار رئيس الوزراء البريطاني لشؤون
مكافحة الإرهاب ألن روبن سيربي- أنه يرأس اللجنة السياسية المكلفة بالحوار
مع المعارضة، وفي الوقت نفسه يرأس اللجنة الأمنية العسكرية التي كلفت لجنة
ميدانية للقيام بالإشراف على وقف إطلاق النار، وإزالة المظاهر المسلحة
والحواجز ونقاط التفتيش والخنادق في العاصمة صنعاء.
وأشار إلى أنه يجري الآن تنفيذ ما توصلت إليه اللجنة الأمنية الميدانية في
إزالة كل الحواجز والخنادق ونقاط التفتيش، وسحب القوة من أماكن وجودها في
شوارع العاصمة وإزالة كل المظاهر المسلحة.
وعلى جانب متصل أعلن حزب المؤتمر الشعبي الحاكم في اليمن، عن التزامه بما
توصل إليه مع بعض قيادات أحزاب المعارضة اليمنية حول آلية لتنفيذ المبادرة
الخليجية.
وقال الحزب في بيان اليوم الاثنين، إنه متلزم بما توصل إليه مع بعض قيادات
أحزاب المعارضة اليمنية (اللقاء المشترك) حول آلية زمنية لتنفيذ المبادرة
الخليجية. ورحّب بتصريحات الناطق الرسمي للبيت الأبيض بشأن دعوة الرئيس علي
عبد الله صالح إلى سرعة البدء بإجراء نقل السلطة إلى نائبه، غير أنه أعرب
عن أسفه الشديد للتلميح غير الحصيف في تصريح المتحدث الرسمي للبيت الأبيض
حول عمليات القتل.
وقال إن التصريحات التي تحث على سرعة نقل السلطة في بلادنا هي أمر مرحب به
ومقبول طالما توافق ذلك مع نصوص دستور الجمهورية اليمنية، وراعى المبادئ
الرئيسة للمبادرة الخليجية، والآلية التنفيذية الزمنية لها التي يجري
صياغتها مع الأخوة في المشترك.
للصبر حدودمن ناحية أخرى غادر مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر اليوم الاثنين
صنعاء دون التوصل إلى نتيجة في مساعيه للاتفاق على نقل السلطة.
وغادر ابن عمر في ختام جولة جديدة غير مثمرة من المحادثات مع أطراف الأزمة،
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عنه قوله إن القادة اليمنيين "يتحملون
مسؤولية التوصل لحل سياسي"، ويتعين عليهم "ألا يخفقوا في تحمل هذه
المسؤولية القيادية".
وأضاف المبعوث الأممي "إنني تأثرت كثيرا بقدرة التحمل التي تبديها كافة
شرائح الشعب اليمني، وهي تحاول التكيف مع العنف والنقص في الإمدادات
والقيود على الحركة وعدم وضوح الرؤية بالنسبة لمستقبلهم... لكن لصبر
اليمنيين حدودا، وتقع على عاتق جميع القادة اليمنيين مسؤولية كسر هذا
الجمود ووضع اليمن على الطريق نحو الانتقال السلمي والإصلاح والتعافي".
ويقوم ابن عمر بجهود لحث أطراف النزاع في اليمن للاتفاق على خارطة طريق
لنقل السلطة في البلاد، استنادا إلى المبادرة الخليجية التي تنص على تسليم
الرئيس صلاحياته إلى نائبه والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة إلى جانب قيام
حكومة وحدة وطنية.
ضغوط غربيةوقضى المبعوث جمال بن عمر أسبوعين في اليمن محاولا التوصل إلى اتفاق، وتأمل
الدول الغربية في تكثيف الضغوط على الرئيس علي عبد الله صالح كي يتنحى من
خلال مشروع قرار لمجلس الأمن يحث اليمن على الالتزام بالمبادرة الخليجية
لتسوية الأزمة.
وكان دبلوماسيون في الأمم المتحدة قالوا إن مشرع القرار قد يطرح على وجه
السرعة بعد أن يطلع ابن عمر المجلس على تطورات مباحثاته هناك.
وطلب حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم من ابن عمر تمديد زيارته لمناقشة
نسخة معدلة من المبادرة الخليجية لنقل السلطة، لكن أشخاصا حضروا الاجتماع
قالوا إن العرض الذي قدمه الحزب لابن عمر لم يتضمن صراحة نقل السلطة من
صالح إلى نائبه، وهو أمر تعتبره المعارضة شرطا مسبقا. وسبق أن تراجع صالح
ثلاث مرات عن توقيع المبادرة.
وتقول المعارضة إن الحكومة تعطل المفاوضات الآن بعد أن عاد صالح من
السعودية، حيث كان يعالج من إصابته في محاولة اغتيال في يونيو/حزيران
الماضي.
وقال دبلوماسي غربي كبير في صنعاء -لوكالة رويترز- "قرر المجتمع الدولي
أننا بحاجة إلى زيادة الضغط الآن". وأضاف "لم يتخذ أي قرار بعد حول شكل
القرار الذي ربما نسعى إليه، لكننا في حاجة إلى تخطي مرحلة البيانات في
الوقت الراهن".
وسبق أن أصدر مجلس الأمن بيانا بشأن اليمن في أواخر يونيو/حزيران، عبّر
فيه عن "بالغ القلق" بخصوص الوضع هناك، ورحب "بجهود الوساطة المستمرة التي
يقوم بها مجلس التعاون الخليجي لمساعدة الشركاء على الوصول إلى اتفاق بشأن
سبل التقدم إلى الأمام".
وقال دبلوماسيون غربيون إن البيان جاء بعد خلاف بشأن اليمن دام شهورا بسبب
اعتراض روسيا والصين على ما تعتبرانه تدخلا في الشؤون الداخلية لدولة
مستقلة.