2011/10/3 الساعة 1:45 بتوقيت مكّة المكرّمة
أميمة
أحمد-الجزائرخلصت الندوة الدولية "العالم العربي في غليان: انتفاضات أم
ثورات" إلى اعتبار الحراك الشعبي -الذي تشهده عدة دول في العالم العربي-
ثوريا في الوسائل وإصلاحيا في الغايات، لكنه يبقى مجرد انتفاضات قد تصبح
ثورات إذا حققت الأهداف التي قامت من أجلها.
وقال أستاذ العلوم
السياسية في جامعة فرجينيا الأميركية وليام موندات "إن أهداف الثورات
العربية قد تأخذ عشر سنوات وأكثر لتحقق أهدافها بنظام ديمقراطي، فالتحول
سيكون تدريجيا".
دور الجيش
وحمّل الدكتور عبد الغفار شكر
نائب مدير مركز البحوث العربية والأفريقية بالقاهرة مسؤولية تداعيات ما
يحدث في سوريا واليمن وليبيا لتحوّل الجيش عن دوره الوطني.
وقال شكر
للجزيرة نت إن الرئيس في مصر كان دوما يأتي من صفوف الجيش منذ خمسينيات
القرن الماضي، وإن المعادلة بقيت على حالها حتى رحيل الرئيس المصري
حسني مبارك في 2011.
لكن شكر يرى أن واقع الثورة غيّر المعادلة لأن
مصر مقبلة على انتخابات مفتوحة، وهناك احتمال كبير أن يتولى رئاسة الدولة
شخص مدني، مما يعني نهاية الصيغة القديمة.
ويعتقد شكر أن المؤسسة العسكرية تناضل لاستمرار الصيغة القديمة، ولا يستبعد أن يترشح أحد أبنائها كمدني بعد استقالته من الجيش.
بينما يرى
شكر أن الجيش في سوريا ظل عقائديا بحيث لا يصل إلى القيادة فيه إلا من هو
مضمون الولاء لعقيدة حزب البعث ولقرار قيادة حزب البعث، وهو ما انعكس على
الواقع السياسي.
أما وضع الجيش في اليمن فيبدو مغايرا بسبب تولي
أقارب الرئيس علي عبد الله صالح قيادة المؤسسة العسكرية، مما جعل دور الجيش
يختزل في حماية الأسرة الحاكمة.
التيارات الإسلامية
وأثار دور الإسلاميين في الثورات العربية جدلا بشأن ما يسمى الإسلام السياسي والديمقراطية.
وقال
أستاذ التاريخ السياسي والباحث في التيارات الإسلامية المغاربية بجامعة
منوبة في تونس أعلية علاني "على الإسلاميين أن يقدموا تصورهم للديمقراطية
كي يطمئنوا القوى الأخرى".
ودعا علاني إلى حوار وطني لا يقصي أحدا
بمن فيهم الإسلاميون، لمناقشة قضايا المجتمع وطبيعة النظام السياسي،
وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وثوابت الأمة وبالخصوص قضية الهوية الوطنية
والاختلاف بين التيارات السياسية للوصول إلى أرضية تفاهم.
وتحدث عضو
المجلس الوطني السوري رضوان زيادة عن مسألة "عسكرة المجتمع السوري"، حيث
لفت إلى وجود عنصر أمن لكل 157 مواطنا، وهو ما هيأ -حسب قوله- المناخ
للاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين.
وحذر زيادة من أن ذلك يهدد بنشوب حرب أهلية ودعا من سماهم العقلاء إلى التفطن لخطر ذلك.
وطالب
زيادة بتدخل عربي لحماية المدنيين كي لا تنفلت الأمور وتؤدي إلى حرب
أهلية، "لا تقرر خوضها طائفة بأكملها وإنما مجموعة من المتهورين
الذين يرفعون شعارات طائفية".
من جانبه قال مدير مركز رام الله
لدراسات حقوق الإنسان إياد البرغوثي "إن الحراك العربي انعكس على القضية
الفلسطينية بوجهين، داخليا بالضغط الشعبي للمصالحة الوطنية التي تمت في
مصر، ورسميا توجه القيادة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة بموقف غير مسبوق في
المطالبة الواضحة بالحق الفلسطيني".
الندوة
وتناولت الندوة
-على مدى خمسة أيام- أكثر من 35 محاضرة قدمها باحثون وأكاديميون، وأعقبتها
نقاشات مع الحضور الذي كان أغلبه من الشباب الجامعي.
وتناول
المشاركون واقع الثورات العربية من جوانب مختلفة اجتماعية واقتصادية
وسياسية، ودور المرأة والشباب والجيوش في الثورات العربية، والتحول السياسي
في مصر وتونس واليمن وليبيا وسوريا، وتأثير ذلك على قضية فلسطين.