قلم : حسين زيد بن يحيى
الحلم فطرة انسانية , مجتمعيا وحقوقيا يكتسب مشروعيته و اخلاقيته اذا توافرت له قيم الحق مسنودة بواقع مادي يقف عليه و مورث مشترك بالوعي الجمعي لأصحابه , بعيدا عن التوغل بدهاليز التاريخ المتشعبة شهد عصرنا الراهن انتصار الشعب لحلمه و اقامته لدولته الوطنية 30 نوفمبر 67م وعاصمتها عدن , ايضا, بعيدا عن السجال العقيم نقر ان الجميع ذهب للوحدة فيما بعد اعلن عليها الحرب صيف 94م و اسقطت واقعا وفي النفوس 7/7/94م .
رب ضارة نافعه غدر شريك الوحدة اعاد بعث الحلم الجنوبي مجددا بقوة اكبر وصورة أبها , ما استجد بعدها ان نظام صنعاء الفاشل عجزت اطرافه (سلطة +معارضة) عن ادارة خلافاتهما , للحيلولة دون ذهابهما للفوضى الخلاقة وهي مسالة تشكل تهديدا للأمن و السلام الدوليين , امسك المجتمع الدولي بملف الازمة .
تداخل ساحات الصراع خارجيا و داخليا هي من فرضت الحاجة للبحث عن الية جديدة للتعاطي الايجابي و ببرجماتية مع المستجدات , ذلك لا يعني بالضرورة الدعوة للانحناء امامها , بقدر ما يتطلب الامر مرونة ثورية لإبداع اساليب نضالية تتمثل الواقع لتجاوزه لحالة تقدمنا خطوات لإعادة تحقيق الحلم الجنوبي .
المتابع الحصيف للتداخل الجدلي بالمشهد السياسي الراهن يستشف توجه ليس له مصلحه بإعادة رسم خرائط جديدة للمنطقة , امر ليس بذلك السوء او المحبط بل طبيعيا كون المجتمع الدولي كذا الاخوة الشماليين لا زالت بمخيلتهم جمالية لوحة 22مايو 90م , الجنوبيين وحدهم من اكتوى بنار الحرب و التكفير , الايجابي و المشرق بالمشهد عموما التوافق و الاجماع على ضرورة المرور بمرحلة انتقالية , عقلا من الصعب تصور مواجهه مع الشمال (السلطة + المعارضة ) مظللين بشرعية دولية , الحكمة مقابلته بمسئولية وطنية جنوبية لإحداث فعل سياسي مشارك و فاعل برسم ملامح تلك المرحلة لتضمينها منافذ امنة لمرور الحلم الجنوبي بنهايتها , عزفا على احتياجات التوجه الانساني و مصالحة بالحريات وحق الشعوب بتقرير المصير , بما يحقق أهداف الحراك دون تصادم و الإرادة الدولية , على اعتبار الكل يتوافق كون (الحراك) يمثل الحامل السياسي للقضية الجنوبية للوصول لهدف حق تقرير المصير , بعدها الشعب صاحب السيادة و الشرعية له وحده ان يقرر ماذا يريد ؟!.
ثقة مسبقة بشعبنا لا يساورنا ادنى شك انه سيصوت للحلم الجنوبي , للوصول لتلك الحالة يتطلب الامر رص الصفوف و توحيد الجبهة الداخلية , يتبعها القدرة على احداث اختراقات و تحالفات بالجبهة المقابلة لتشكيل اوسع اصطفاف لمواجهة صلف النظام (سلطة + معارضته التقليدية ) مشروطة بضمانات تحترم خيار مرجعية الشارع الجنوبي وحقه بتقرير المصير , ذلك الحق الذي سبق و اعترف به لشعبنا من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة منتصف ستينات القرن الماضي.
*صعدة \ اليمن الشقيق 15/10/2011م
**منسق ملتقى ابين للتصالح والتسامح والتضامن
[img]
[/img]