أظهرت دراسة علمية حديثة أن معامل ذكاء الفرد قد يتغير خلال مرحلة
المراهقة، خلافا لما يعتقد من أنه من العوامل الثابتة القيمة، التي تعكس
القدرات العقلية للفرد.
ونقل موقع "الجزيرة" الاليكتروني عن الدراسة التي نفذها فريق بحث من جامعة
"يونيفرسيتي كوليج لندن" في بريطانيا أن معامل الذكاء ليس من العوامل
الثابتة، وأن متوسط نسبة التغير قد يصل إلى عشرين نقطة، خلال مدة لا تزيد
على بضع سنوات.
كما أوضحت نتائج الدراسة التي أجريت على 33 من المراهقين البريطانيين، أن
هناك تغيرات دقيقة تطرأ على معدلات الذكاء في هذه المرحلة كما ظهر من نتائج
المراهقين الذين خضعوا لاختبارات الذكاء القياسية عام 2004، ثم أعادوا
الاختبار بعد أربعة أعوام، لتشمل سنوات الذروة لمرحلة المراهقة.
وكشفت النتائج تغيرات دقيقة في تركيبة الدماغ باستخدام تقنية التصوير
بالرنين المغناطيسي الوظيفي، ما أوضح أن معامل الذكاء الذي يستخدم في أغلب
الأحيان للتنبؤ بالأداء الأكاديمي للفرد وفرص العمل المتاحة له، أصبح أكثر
مرونة من ما كان يعتقد في السابق، وأكثر تأثرًا بالمؤثرات الخارجية مثل
الإهمال.
وفي نفس السياق قالت كاثي برايس، وهي من كبار الباحثين في الفريق من مركز
"ويلكم ترست" لتصوير الأعصاب بالجامعة، إن معدل التغير المقدر بعشرين نقطة
يمثل فرقا كبيرا، وهو ما يسمح بتفاوت الفروق في الذكاء عند الموهوبين
والأشخاص العاديين، وكذلك الفرق الذي قد يمكن الفرد من الانتقال من فئة
الذكاء العادي ليصنف شخصا دون المتوسط.
كما عبر الباحث في مجال علوم الوراثة للذكاء من جامعة "كينغز كوليج لندن"
روبرت بلومين عن دهشته من النتائج، واصفا إياها بأنها مذهلة للغاية. وقال
في الوقت ذاته أنه في حال تم التأكد من صحة هذه النتائج، فإن ذلك يبرز أن
العوامل البيئية تحدث تغيرا في الدماغ والذكاء خلال مدة زمنية قصيرة.