دأبت البيانات الصحافية التي ترسل عبر مكتب الفنان الإعلامي على كتابة
معلّقات المديح والتبجيل والثناء على الفنان المعني، إلى درجة أنّ البيان
يحمل أحياناً الكثير من المغالطات.
وكان آخرها وأكثرها استفزازاً البيان الذي وصل من مكتب جمال سليمان
بعنوان: "جمال سليمان وتفاصيل حملة التخوين التي يتعرض لها". بطريقة
مأساوية، يروي البيان مؤامرة الخيانة التي تعرّض لها الممثل السوري بعدما
نشر أحد المواقع خبراً يفيد بأنّه وجّه تحيةً إلى "الجزيرة" خلال مشاركته
في "مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي". علماً أنّ القناة القطرية مغضوب
عليها في سوريا، ويعتبر من يشكرها خائناً.
اللافت في بيان سليمان التخويني "استماتته" في إظهار ولائه للنظام، بينما
فوجئنا منذ شهرين بالمكتب الإعلامي للفنان يرسل بياناً يزفّ فيه خبر ترؤس
سليمان قائمة الشرف السورية بسبب موقفه من الاحتجاجات. والمعروف أنّ مَن
يدخل قائمة الشرف هو الذي يدين نظام الرئيس السوري ويساند الثورة والثوار.
في حين أنّ البيان الحالي يردّ على نشر خبر كاذب نُسب لسليمان ويفيد بأنّه
أجرى لقاء مع "الجزيرة"، ووجّه تحيةً لها باسمه وباسم زملائه الفنانين بسبب
نقلها للأحداث السورية بكل مصداقية ومهنية.
انتشار هذا الشكر للقناة القطرية جعل سليمان يرتجف رعباً من أن يصل الخبر
إلى النظام، فيصبح من المغضوب عليهم. هكذا، بادر إلى إرسال بيان يبدي فيه
تمسّكه ببلده ورئيسه ونفيه لإجراء تلك المقابلة وخلق مبرارت لزيارته لقطر.
إذ ورد في البيان: "فما هي الخيانة في حضور مهرجان سينمائي في الدوحة يشارك
فيه أهم نجوم العالم والوطن العربي؟ وما هو سبب اتهام جمال سليمان
تحديداً؟ فهل توقفت العلاقات بين سوريا والدوحة؟ ها هو وزير خارجية سوريا
في قطر على رأس وفد رفيع لمناقشة الشأن السوري وليس لحضور مهرجان سينمائي.
ربما هناك موقف معين من قناة "الجزيرة" لأنّها لم تكن موضوعية خلال تغطيتها
للأزمة السورية في نظر البعض. ولكنّ هذه الواقعة بالذات أظهرت أنّ الإعلام
السوري هو من يلفّق بجرأة لا مثيل لها. فالموقع المذكور لم يقدّم دليلاً
واحداً ولو ملفّقاً على أنّ جمال سليمان أجرى هذه المقابلة وأعطى هذا
التصريح".
البيان يضج بالمبالغة والتهويل والتعظيم من شأن سليمان بوصفه رمزاً من
رموز سوريا، وأنّه تمت دعوته للمشاركة في مهرجان "ترايبيكا" كونه رمزاً
سورياً مشرفاً. فقد ورد في البيان: "جمال سليمان ذهب إلى قطر بناء على دعوة
وجِّهت له من إدارة مهرجان "ترايبيكا الثالث" لأنّه واجهة مشرّفة لسوريا".