روى ابن الكلبي قال لما أفضت الخلافه الى عمر ابن عبدالعزيز وفدت اليه الشعراء كما وفدت على الخلفاء من قبله فأقامو ببابه اياماً لايوذن لهم في الدخول حتى قدم عدي بن أرطأة عليه وكان منه بمكانه فتعرض له جرير وقال
يايها الرجل المزجي مطيئته # هذا زمانك اني قد خلا زمني
ابلغ خليفتنا ان كنت لاقيه # اني لدى الباب كالمشدود في قرني
لاتنس حاجتنا لاقيت مغفرتاً # قد طال مكثي عن أهلي وعن وطني
فقال نعم ياأباعبدالله فلما دخل على عمر ابن عبدالعزيز رحمه الله قال يأمير المؤمنين الشعراء السنتهم حاده ومسمؤمه وسهامهم صايبه فقال عمر مالي وللشعراء فقال يأمير المؤمنين ان رسول الله (ص)مُدح فأعطى وفيه أسوة حسنه قال صدقت فمن بالباب منهم قال ابن عمك عمر بن أبي ربيعه القرشي قال لاقرب الله قرابته ولا احيا وجهه اليس هو القايل
الا ليتني يوم تدني منيتي # شممت الذي مابين عينيك والفمِ
وليت طهوري كان ريقك كله # وليت حنوطي من مشاشكي والدمِ
وياليت سلمى في القبور ضجيعتي #هناك أوفي جنة أوجهنمِ
ليته عدو الله تمنى لقاءها في الدنيا ثم يعمل عمل صالحاً والله لايدخل علي ابداً فمن بالباب غيره قال جميل بن معمر العُذري قال اليس هو القائل
الاليتنا نحيا جميعاً فأن نمت # يوافي لدى الموت ضريحي ضريحُها
فما انا في طول الحيات براغبٍ # اذا قيل قد سوي عليها صفيحُها
أظل نهاري لا أراها وتلتقي # مع الليل روحي في المنام رُوحُها
والله لايدخل علي ابداً فمن بالباب غيره ممن ذكرت قال الاحوص الانصاري قال أبعده الله فوالله لايدخل علي ابداً وفد افسد على رجلاً من اهل المدينه جاريته حتى هرب بها سيدها منه
الله بيني وبين سيــــدها # يفرُ بــــها مني واتبعه
فمن بالباب غيره ممن ذكرت قال همام بن غالب الفرزدق قال الامير والله لايدخل علي ابداً اليس هو القائل يفتخر بالزنا في قوله
هما دلياني من ثمانين قامةً # كما انقص بازٌ ليّنُ الريش كاسره
فلما أستوت رجلاي في الارض قالتا # أحيىٌ فيرجى أم قتيلٌ نحاذره
فقلت أرفعو الاجراس لايفطنو بنا # ووليت في أعقاب ليلٌ اُبادره
فمن بالباب غيره ممن ذكرت قال الاخطل التغلبي وكان متنصر أي نصراني فقال الامير والله لايدخل علي ابداً اليس هو القائل
ولست بصائمٍ رمضان عمري # ولست بأكلٍ لحم الاضاحي
ولست بزاجر عيساً بكوراً # الى أطلال مكة بالنجاحِ
ولستُ بقائم كالعبد يدعو # قُبيل الصُبح حي على الفلاحِ
ولاكني سأشربها شمولاً # وأسجدُعند منبلج الصباحِ
أبعده الله فوالله لايدخل علي ولا وطى بساطاً وهو كافر فمن بالباب غيره ممن ذكرت قال جرير قال اليس هو القائل
طرقتكَ صائدةُ القلوب وليس ذا # وقت الزيارةِ فأرجعي يسلام
فان ولابد فهذا فاذن له قال عدي بن ارطأة وهو راوي القصه فخرجت على جريراً فدخل وهو يقول
مترجزاً
اِن الذي بعث النبي محمدا # جعل الخلافة في الامام العادلِ
وسع الخلائق عدله ووقاره # حتى أراعَ وأقام ميل المائلِ
أني لارجو منه نفعاً عاجلاً # والنفس مولعةً بحب العاجلِ
والله أنزل في الكتاب فريضةٌ # لابن السبيل وللفقير العائلِ
فلما مثل بين يديه قال ياجرير اِتق الله ولاتقل الا حقاً فأنشأ يقول
كم بليمامةِ من شعثاء أرملةٍ # ومن يتيمٍ ضعيف الصوت والنظرِ
ممن بعدلك يكفي فقد والدهِ # كالفرخ في العش لم يدرج ولم يطرِ
أأذكر الجهد والبلوى التي نزلت # ام قد كفاني ما بلغت من خبري
اِنا لنرجو اذا ما الغيث أخلفنا # من الخليفةِ مانرجو من المطرِ
اِان الخلافة جاءته على قدرٍ # كما أتى ربه موسى على قدرِ
هذي الارامل قد قضيت حاجتها # فمن لحاجة هذا الارمل الذكرِ
الخير مادمت حياً لايفارقنا ً بوركت ياعمر الخيرات من عمرِ
قال والله ياجرير لقد وافيت الامر ولا املك الاثلاثين ديناراً فعشرة أخذها عبدالله ابني وعشرة أخذتها أم عبدالله ثم قال لخادمه اِدفع اليه العشره الثالثه فقال جريراً والله ياأميرالمؤمنين انها لاحب مال اكتسبته ثم خرج فقال له الشعراء وما وراءك ياجرير قال عندي مايسوءكم خرجت من عند أمير المؤمنين يعطي الفقراء ويمنع الشعراء وانني عنه لراضٍ ثم انشاء يقول
رأيت رقى الجن لايستفزهُ# وقد كان شيطاني من الجن واقياً
قصص وطرايف شعريه مع ابوصادق الجوهري