الجزيرة توفد مراسلين إلى اليمن وسط معلومات عن توجه رسمي لإغلاق مكتبها بصنعاء
تعرض مكالمة أجرتها قناة الجزيرة مع صحفي يمني للقرصنة والإرياني يتوجه إلى الدوحة
تعرضت مكالمة هاتفية أجرتها قناة الجزيرة مباشر اليوم الثلاثاء مع صحفي يمني للاختراق والتحدث باسمه.
وقال الصحفي صلاح الدين الدكاك إنه تلقى اتصالاً من مكتب قناة الجزيرة في صنعاء بأن "الجزيرة مباشر" ستتصل به خلال دقائق للإدلاء بتصريحات حول الاحتجاجات الجارية في مدينة تعز المتواصلة منذ الجمعة الفائتة.
وأضاف أنه انتظر وقتاً طويلاً لكنه لم يتلق أي اتصال، وتبين فيما بعد أنه تم القرصنة على رقم هاتفه وتحويله إلى رقم لشخص مجهول، وبدوره الأخير انتحل اسم الدكاك وتحدث إلى قناة الجزيرة مباشر عن صورة مغايرة تماماً لما يدور على أرض الواقع في اليمن، وامتدح النظام والرئيس علي عبدالله صالح وسياسته في إدارة البلاد.
وأضاف الدكاك إنه تلقى إفادة من قناة الجزيرة فيما بعد أنها انتبهت لما تعرض له من انتحال لاسمه وحاولت الاتصال به أكثر من مرة لكنه كان يرد شخص آخر لعدة اتصالات.
واتهم الدكاك الأمن والسلطة بالوقوف وراء هذه القرصنة التي قال إنها تريد من وراء ذلك تشويه مواقف الناس وانتحال هوياتهم لنقل صورة معكوسة ومضللة عن الأوضاع الجارية في اليمن.
وتأتي هذه العملية في وقت الذي توجه اليوم الثلاثاء المستشار السياسي لرئيس الجمهورية الدكتور عبدالكريم الإرياني إلى العاصمة القطرية الدوحة حاملا رسالة من الرئيس صالح إلى أمير قطر. طبقاً لما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية سبأ.
ويرجح مراقبون أن تكون زيارة الإرياني المفاجئة إلى قطر تتعلق بتغطية قناة الجزيرة للأحداث الأخيرة في اليمن.
وكانت قناة الجزيرة قد أوفدت لتغطية الأحداث الجارية في اليمن طاقم من مراسليها في بلدان أخرى.
وبثت قناة الجزيرة خلال الأيام القليلة الماضية تقارير من صنعاء لمراسليها عبدالحق صداح وأحمد زيدان، والأول عادة ما ترسله الجزيرة للتغطية في أماكن التوتر، وسبق له أن غطى حربي أفغانستان والعراق. بينما يعد زيدان أحد مراسلي القناة البارزين في باكستان.
ونقلت وكالة سبأ عن الإرياني بشأن رسالة صالح لأمير قطر القول المأثور إنها "تتناول العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها وتطويرها، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع العربية الراهنة والمستجدات في المنطقة".
وكان الرئيس صالح قد أجرى مساء يوم الاثنين بأمير دولة قطر. وذكرت الوكالة الرسمية إن تم خلال الاتصال بحث تطورات الأوضاع العربية الراهنة والمستجدات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين الشقيقين والأمة العربية .
كما تناول الاتصال العديد من القضايا والموضوعات التي تهم البلدين الشقيقين وفي مقدمتها جهود دولة قطر وعمل اللجنة القطرية الخاصة بإحلال السلام في صعدة. حسبما قالت سبأ.
وأضافت إن الرئيس صالح أشاد خلال اتصاله الهاتفي بأمير قطر بمواقف بلاده الداعمة لليمن وأمنه واستقراره ووحدته وما تبذله من جهود من أجل إحلال السلام في صعدة.
في الغضون، قالت مصادر مطلعة :إن هناك توجه رسمي بإغلاق مكتب قناة الجزيرة في اليمن قريباً والاعتداء على مراسليها وتكسير كاميرات التصوير من قبل "البلطجية".
ويعيش النظام الحاكم في اليمن هذه الأيام قلقاً واضحاً إزاء تصاعد الاحتجاجات الشعبية في البلاد خشية أن تتطور لتطيح بالنظام كما فعلت الاحتجاجات في تونس ومصر.
وزاد هذا القلق مع الاهتمام الإعلامي الذي أبدته قنوات التلفزة العربية والعالمية مؤخراً، وتسليط الضوء على اليمن، خصوصاً بعد انتهاء ثورة مصر بالإطاحة بنظام حسني مبارك، واتفاق المعلقين السياسيين على أن اليمن هي البلد التالي المرشحة لاندلاع ثورة شعبية مماثلة من شأنها الإطاحة بنظام صالح.
ويواصل طلاب وناشطون في الاحتجاجات اليومية أمام جامعة صنعاء، في حين لا يزال آلاف المحتجين في مدينة تعز يرابطون وسط المدينة للمطالبة بتنحي صالح عن الحكم.