النظام العسكري القبلي اليمني( يــــُـــرحِــــــلْ ) شعــبــاً بـــأســــره
عصام خليدي
الاثنين 16 يوليو 2012 02:58 مساءً
صفحة عصام خليدي
عصام خليدي rss
اقرأ للكاتب
عــتمة .. ظــلمة .. بلــطجة .. نــهب .. ســرقــة ..دمــار.. قــتــل .. إغــتصاب .. إغــتيال .. مــوت .. ( وإبــادة جماعية ) .. هــذه المصائب والجرائم والكوارث مجتمعة مفردات وحاضنة أساليب ( المشروع المدني المؤسسي الحضاري في اليمن ) ومكونات النظام والنهج السياسي القبلي القمعي الهمجي السلطوي المتخلف وأزلامه وأتـباعه التي أستندت على إباحة وشرعنة ( منطـق القـوة ) وممارستها من خلال صروف التعذيب والإذلال والتركيع والقهر والتصفيات والإلغاء والإقصاء بمختلف الوسائل والطرق البشعة القبيحة والرعناء الموجهة بعنف وشراسة صوب وضد (شعـب الجنوب المحـتـل) المكبل بأصفاد وقـيـــود الطغات المتجبرين الفاسدين مصاصي دماء وثروات وخيرات ( الجنوب العربي المنكوب ) التي أهدرت حقوقه ومقدرات أبنائه المناظلين الصامدين العُــــزل حاملين رأيـة الحوار والعدالة وحقوق وكرامة (الإنـسان ) الضائعة ( المُــبــتــلــعة منذ عام 1990م) في بطن وجــوف ( الـحـوت) .
ذلك النظام العسكري الكهنوتي الإرهابي الذي لايعي ولايفهم إلا لغة ومنطق التسلط والـفــيد وسياسة ( الأرض المحروقـة ) ،مبتعداً عن العادات والتقاليد والأعراف والأخلاقيات فاقداً للمشاعر والأحاسيس والضمير النابض والحي أهم المميزات التي وضعها الخالق سبحانه وتعالى في عباده من بني أدم ( البشر )، ذلك النظام المستبد الطاغي (أعماه) التعصب والتطرف من رؤية وحجب هموم ومعاناة وقضايا ومطالب (شعب الجنوب الـثائـر) بكل شرائحه وفئاته وطبقاته لم يستمع ويستجيب إلا لمصالحه ورغباته الذاتية والنرجسية المتغطرسة وبما يخدم كـــــينونته وبـقـائه على ( كـــرسي الــــحكم ) و ( السلطة ) التي لازالت ( رغبة وشهوة) العوده إليهما لاتفارقان منامه ومضجعه حتى كتابة هذه السطور .. مجـنداً أزلامه وأتباعه وأنصاره من المتنفذين المتبقيين في عرقلة وتعطيل وإجهاض أي مشروع ومبادرة تساهم في الخروج والنهوض والإنفراج من الأزمة السياسية الخانقة الطاحنة في عموم اليمن .
ولمن أراد معرفه صحة مانحن بصدده في كشف سيناريو أصول ( اللعبة السياسية في اليمن) التي يدير خيوطها ( المخرج الكبير ) .. من يريد البحث والغوص في سبر أغوار الحقيقة المجردة الخالية من الزيف والتضليل والكذب والنفاق وبعيداً عن المصالح الإقليمية والدولية الكبرى ( والــُعـهـر السياسي ) والفرقعات الإعلامية الرسمية والمبرمجة .
أنظروا تداعيات الأزمة السياسية في اليمن وإنعكاساتها وتبعاتها سلباً على أرض الواقع المعاش في وضعنا الراهن في خلق حالات (هيستيرية) من التخبط والإرباك وزعزعة الثقة وتداخل وخلط الأوراق والقضايا السياسية بطريقة فجة عشوائية (مستـفـزة)، في كل مرة نكتب نصرخ ونستغيث منذ بداية الأزمة السياسية مضى مايقارب ( عام ونيـف ) نخاطب العالم بأسره ( حول عدالة قضية شعب الجنوب المغـيب) التي يهتف ويغلي ويثور ينادي عن بكرة أبيه رافعاً شعار الحرية والإنعتاق والخلاص ويقدم جموع الضحايا والشهداء قرباناً وفداءً من أجل أهمية وضرورة ( الحـسم والإستقـلال ) وحتمية إستعادة كيانه وهويته ومصيره وحياته التي ( أنـتهـكت وأستـبيـحت ظلماً وعدواناً ) على مرأى ومسمع من (الكـون قـاطـبة) ولا حياة لمن تنادي ...؟!!.
ومن المفارقات العجيبة إختراق وإحتواء مطالب ( ثورة الشباب السلمية) في (ساحات الإعتصامات ) وإخــماد نيران لهيب إشتعالها وجذوتها بــعملية سيـــاسيـــة ( قيصرية ) تم على أعقابها (إعلان شهادة الوفـاة ) فيتصدر المشهد ( دراماتيكياً) في ملعب الأحداث السياسية أطراف منتفعة تبحث عن مصالحها وطموحاتها الذاتية والشخصية نعرفها جيداً تتضامن وتتحالف مع ( الشيطان ) .. و أستطاعت بالفعل الوصول الى ماتصبو إليه وأنتهى الأمر .
بعدها ( مباشرة تبدأ تصفية الحسابات مع أبناء الجنوب العربي العدني المحـتل ) وتزادد وتـيـرة ( التـصعـيد ) في الممارسات القمعية العبثية واللإنسانية وفي الإستهتار والفوضى والإنتهاكات والملاحقات والإعتقالات والعقوبات الجماعية وتطبيقها وتنفيذها علناً وجهاراً في أرض الواقع على جرعات قاتلة مميتة يتكبدها ويتحمل مرارتها وقسوتها المؤلمة المؤجعة ( المواطن الغـلبان في مدينة عدن وفي عـقـر داره ) حــــتى الموت بسبب ( جنون وإرهاب ) إنـــقطاعات التيار الكهربائي بشـــــــكل غير مسبوق تجاوز (12 ساعة يومياً) وبطريقة ( مستهـترة حـاقـدة ) أتـلفـت الأجهزة والأدوات الكهربائية المنزلية بسبب مايحدث من فضائح وتبعات ( مسلسل طفي لصي في كل خمس دقائق وبصورة متتالية متلاحقة مبرمجة ومنظمة ) .. أمر في غاية الغرابة والقلق والإزعاج ولايــطـاق ( أفــســد ) أعصابنا ( ومـزق ) قدرتنا على الصبر والإحتمال ( معنوياً ونفسياً وجسدياً ومادياً ) .
وكأننا في ( زنـزانة معـتقـل سياسي يُحرم لـذة وراحة النوم لتـنـتزع منه الإعترافات ) إضافة لعدم توفير وتوقف ضخ الماء وعدم تلبية الإحتياجات الخدماتية الضرورية، وإضراب ( عمال النظافة) بسبب غياب الإهتمام بمطالب العمال وتوظيفم وتحفيزهم حسب قانون العمل والخدمة المدنية ، فأصبح المواطن ( وأكوام القمامة المتراكمة والكـداديـف ) صنوان لايفترقان في ( مديـنة عـدن ) وبالتالي تعرض أطفالنا وفلذات أكبادنا وأسرنا للأمراض والأوبئة الخبيثة بسبب تراكمات الأوساخ والقذارات المتعفنة وماتتركة من أثار خطيرة تهدد حياة الأهالي والسكان المحاصرين المعتقلين تحت الإقامة القسرية الجبرية الغرباء في مدينتهم الخالدة ( عــدن الأبـيـة ) التي (تُـعـاقـب) وأبنائها البسطاء الطيبين المتعلمين والمثقفين والكوادر المؤهلة الأكاديمية أصحاب الكفاءات والخبرات التي (تُـركت في زاوية مظلمة على الـرف خليك بالبيت) والفنانين والشعراء والأدباء والفقهاء والعلماء الذين طالهم الإهمال والتغييب والتهميش بغير وجـه حـق.
نحن ندفع غالياً فاتورة وضريبة وثمن (مدنيتنا وسلوكياتنا وأخلاقياتنا الحضارية والإنسانية) نتجرع ونتكبد ويلات وعذابات وظلمات ( التجاهل والإقصاء والإلغاء وطمس الملامح والهوية العدنية ) من كل الأطراف التي أستفادت من الصراعات الدموية عبر كل المراحل والحقب الزمنية الســياسية منــذ بــزوغ فــجر الإســتــقلال الوطني في ( عام 1967م ) ورحـــيل الإســتعمار الــبريطاني حــتى يــومــنــا هذا .. تــلــك ( الحقيقة المطلقة القاسية نعلنها للكون بأسره بكل مرارة وغصة وألـم) .. فهل تعلمون أننا لسنا في سيناريو وأجندة (المنتصرين) .. ذلــك ماتــوكــده قراءاتنا ومعايشتنا منذ عقوداً وأزمنة للوقائع التاريخية والمنعطفات والأحداث السياسية وموجات الحروب والإقتتال التي تخللت مسيرة ومعترك الــمشهد السياسي ( الدموي ) في عموم اليمن في سبيل الوصول إلى مقاليد سدة الحكم والسيطرة والسلطة ( الأحـاديـة ).
(يـاحــكـــومة الـــوفـــاق ) .. تعبنا .. شخنا .. هرمنا .. ونموت قهراً وحزناً وحسرة وكمداً بل وغرقاًُ بحمامات العرق المتصببة من قلوبنا وأجسادنا المنهكة المرهقة المتعبة ولهيب إحتراق الأفئدة والأرواح والشموع والمآقي اللأمتناهي .. أغـيثـونا .. أسعـفـونا .. أنـقـذونا .. ( أو فـــل تـــــــتــــركونـــا) على أقل تقدير بلا خــطابات رنانة فارغة ( ودمــــــوع .. ) وتصريحات كاذبة في وسائل الإعلام.
أين الثورة ضد الفساد.. ؟!! والفاسدين لازالوا ينهبون ويعبثون في مؤسسات ومرافق الدولة .. أين الأمن والأمان والسكينة والإســـتقرار ..؟!! من أجـــل ســعــادة ورفاهية ورخاء المواطن الــذي يــعيش في مــستوى إنــساني مــتدني لــلــغايــــة ( وتحت خـط الفـقر )، في واقع الأمر لم نكن ندرك أن الحال سيـتدهور وينهار بهذه الصورة المفزعة المخيفة من البشاعة والفضاعة والقتامة .. وبأننا سنواصل دفع الثمن باهظاً مكلفاً في ( عـهـدكم ) فوق ما تحملناه في تلك السنوات العجاف (22عاماً ) من العبودية والإضطهاد .. ولاندري ( ملامح القادم المجهول) في ما تبقى من حياتنا وأعمارنا ( برعايـتكـم الضائعـة الغائـبة ) مع سبق الإصرار والـترصـد .. والله المــــســـتعـــــان.
فنان وملحن عدني - والمقال خاص لـ عدن الغد
اقرأ المزيد من عدن الغد | آراء واتجاهات | النظام العسكري القبلي اليمني( يــــُـــرحِــــــلْ ) شعــبــاً بـــأســــره
http://adenalghad.net/articles/2992.htm#ixzz20oAuB1lk