وزير الإعلام اليمني : صالح لا يزال حاكماً
الاثنين 16 يوليو 2012 09:13 صباحاً
الشرق
زيارة اليمن في هذه الظروف وهذه الآونة يعد خطراً ربما يُكلف الكثير، المُتجول في شوارع العاصمة اليمنية صنعاء يلمس ذلك في وجوه الثوّار من الشباب، في الأزقة والشوارع.
ما يُعاني منه «اليمن السعيد» يحتاج على أقل تقدير لسنواتٍ عدة ليتلاشى نوعاً ما بشكلٍ جُزئي، ظروفٌ عدة تجتمع لتُشكل أزماتٍ حقيقةً تُعاني منها البلاد.
من هذا المنطلق انتفض شباب الثورة على النظام السابق الذي يراه كثير من اليمنيين مازال ضالعاً بشكلٍ أو بآخر في إدارة البلاد، بمعنى أنه ما زال باقياً يعمل خلف الكواليس في إدارة الدولة.
ويبرز «وجود إيران وأتباعها»، و»نشاط الجماعات المسلحة»، و»انتشار السلاح» و»بقاء أذرعة النظام السابق ممن يُدينون للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بالفضل» كأزماتٍ أو مُعضلات يُعاني منها الشعب اليمني، هذا بالإضافة إلى تدني مستوى التنمية.
وتشكل العلاقة مع جيران اليمن خصوصاً المملكة العربية السعودية عامل بناءٍ في الداخل اليمني، وهو ما يحاول البعض مواجهته بأشكال وتكتيكاتٍ عدة، ما يزيد الأمر تعقيداً، في هذه المحاور أجرت «الشرق» حديثاً مُطولاً مع وزير الإعلام اليمني علي العمراني، في مقر وزارة الإعلام بالعاصمة اليمنية صنعاء ..
فإلى نص الحوار:
ثَبُتَ رسمياً أن لإيران أجندة في اليمن، ترمي لخلق أي إشكالات للمملكة سواء بشكل أحادي أو بخلق تصادم بين اليمن والمملكة، هل لمستم من خلال عملكم أن لإيران أجندة أو سياسات هناك من ينفذها بشكلٍ أو بآخر؟
- أعتقد أنه ينبغي ألا نلوم طهران، إذا كان هناك لوم ينبغي أن يُوجَّه لنا كأبناء لجزيرة العرب، إيران طبعاً دولة إقليمية كبيرة ولها إرث إمبراطوري كبير، وفي الغالب أي دولة لها مثل هذا الإرث ستسعى لأن يكون لها مجال نفوذ، نحن أيضاً لنا إرث تاريخي إمبراطوري عظيم كعرب، جزيرة العرب أشعّت منذ حوالي أكثر من ألف عام نوراً وهدى وانتشارا ثقافيا وسياسيا وعسكريا، وأريد أن أقول «قل هو من عند أنفسكم»، فأنا بقدر ما ألوم إخواننا في إيران محاولتهم الاتصال والتواصل والاختراق هنا أو هناك، يجب علينا كأبناء جزيرة العرب أن نوجّه اللوم لأنفسنا، بل يجب أن نتحد وحدة تكاملية، أو على الأقل أن نتكامل بما يقربنا من الوحدة وأن يكون لنا موقف واحد متطابق من كل الأحداث والتحديات، لذلك سعى خادم الحرمين الشريفين لوجود اليمن في مجلس التعاون الخليجي، وطرحه أن يتحول مجلس التعاون إلى اتحاد وليس مجرد تعاون يأتي في هذا الإطار، لكن يجب أن نعترف أننا تأخرنا كثيراً، أنا أتحدث عن الاتحادات الشبيهة التي حصلت في العالم الواعي، أذكُر أن وفداً برلمانياً زار المملكة في عام 2000، وطرح آنذاك أن تكون اليمن في مجلس التعاون، فقال الملك عبدالله الذي كان حينها ولي العهد «نأمل أنه في خلال عشرين عاما أن نتحد، انظروا إلى أوروبا أمم مختلفة وقوميات مختلفة تقاتلوا طوال تاريخهم ومع هذا لم يمنعهم ذلك من الاتحاد، آخر حرب قُتِلَ فيها ملايين»، أقول لا مستقبل لجزيرة العرب أو للعرب إلا متحدين، حينها صدقني لن تضرنا إيران أو غيرها على رغم أن الإيرانيين أشقاء لنا وقد نتحد معهم يوماً ما، لكن شريطة ألا يكون اتحاد هيمنة أو اتحاد قوي مع ضعيف، أنظر في أوروبا مثلا، مشروع الاتحاد الذي أعنيه ليس مشروع اتحاد شوفيني أو ضد أحد، قلت يوماً للسفير الإسباني، ساعدونا الآن ولن نغزوكم عندما نقوى غداً، لذلك لا ينبغي أن نتحسس من سياسات طهران، صحيح قد تتقاطع مصالحنا مع مصالحهم في الشام أو العراق أو حتى في اليمن، وأريد أن أقول بقدر ما نلوم إخواننا الإيرانيين أن يكون لهم نفوذ، أريد أن أقول لا ينبغي أن يكون هذا النفوذ على أسس أيديولوجية أو فئات متطرفة، هناك إشارات تُطرَح بين وقت وآخر إن إيران تدعم القاعدة أو الحوثيين، أنا أعتقد أن إيران يجب أن تكون نظرتهم أشمل بشكل استراتيجي، ولا ينظروا لهذه الفئات التي تؤذي بلدانها وتؤذي جيرانها، من الأرشد والأسلم بناء العلاقات مع الدول وليس مع الفئات التي يُنظر لها أنها عامل إيذاء، أقول في نهاية المطاف إيران لديها مشروع، نحن لا نملك مشروعا وليس بالضرورة أن يكون مضادا أو مواجها، بل هو مشروع يمكن وصفه بالمنافس بالمفهوم الإيجابي، كنا نتطير من صدام حسين وسكتنا لدخول أمريكا للعراق فإذا بالتدخل ذاك لم يكن لصالح العرب إنما لصالح الإيرانيين، رب ضارةٍ نافعة، لدينا حاجة أن نقدم تنازلات وتضحيات لنتحد ونكون أقرب إلى الاتحاد بحيث إننا لا نظل نشكو من الآخرين.
لاحظت أنك وصفت الإيرانيين بالرغم من اختراقاتهم بـ»الإخوة» وهذا يقودني لسؤال، كيف تقرأ حملات التشيع في اليمن خصوصاً؟
- أي أحد ينشر أيديولوجيته في الوسائل التي نعرفها الآن أرى أن هذا لا يأتي في إطار الإخوة، انظر أنا حكيت عن إسبانيا، التي يفصل بيننا وبينها مضيق صغير وهو مضيق جبل طارق، قد ندخل معهم مستقبلاً في اتحادات ولو كنا مختلفين معهم في العقيدة، انظر الأتراك على سبيل المثال كان من أولوياتهم الاتحاد مع أوروبا المسيحية وأوروبا المسيحية لم تعد تمانع، وأنا لما أقول إخواننا الإيرانيين أقصد ذلك، إخوان وجيران في الإنسانية والدين، أريد أن أقول إننا عندما نتحدث عن هذه المفاهيم الواسعة ونجد أن عرب الجزيرة، دينهم وتاريخهم واحد، والأخطار المحدقة بهم من كل حدب وصوب واحدة، عندما نتكلم عن إخوتنا وعلاقتنا مع الآخرين الذين ليسوا من قوميتنا (أقصد إيران) إذن ما بالنا نحن في جزيرة العرب وأبناء العرب من المحيط للخليج، كل أحد لديه مشروع، إيران لديها مشروع والأتراك لديهم مشروع، العرب بلا مشروع، إذن ينبغي أن يكون لنا مشروع واضح وقوي.
ضعفنا أو عدم امتلاكنا لمشروع، هو الذي بنت عليه طهران قوتها ونفوذها إلى أن بلغت حملات التشيع حدا واضحا لا يمكن إنكاره؟
- أنا قلت لك إن الخطر لا يكمن في حملات التشيع، ولاحظ أن طهران تقيم علاقات حتى مع جماعات سنية على سبيل المثال وتدعمها وتتبناها، وبالمناسبة التقيت إيرانيين وتحدثت معهم في هذا الأمر فإذا بهم يتحدثون عن شيء موروث، حكاية التشيع والأدلجة لن تنفع إنما تضر بالعلاقات.
وقد تضرنا نحن في المملكة بأشكالٍ عدة، ما تعليقك؟
- بالتأكيد من غير شك، ألا تتذكر أن هناك دولا كانت تنشر مشروعها الشيوعي؟ أنا متأكد أن التشيع الذي بدأ ينتشر سيكون مؤقتا وسرعان ما سيتراجع ويتلاشى على رغم احترامي لعقائد الناس، لكن بصراحة أؤكد هذه المسألة لا تشكل أخطارا استراتيجية لكنها تشكل إيذاءً مؤقتاً، وأنا أربأ بإيران أن تتسبب في ضررنا أبداً ونحن في هذه الظروف والأحوال لا على المستوى الاستراتيجي ولا المؤقت.
من يزور اليمن يلمس وجود تيارات مضادة للتكيف السعودي اليمني، أو لا يعجبها التوالف السعودي اليمني إن جاز التعبير، كيف تقرأ ذلك؟
- طبعاً أولاً دعني أقول لك إني أنظر للعلاقة اليمنية السعودية على أنها في أفضل صورها في هذه اللحظة التاريخية، طبعاً سابقاً شابتها أشياء كثيرة وهذا طبيعي، هي علاقة فيها الأشياء الرائعة وتشوبها شوائب بسيطة كما يشوب علاقات الأسرة الواحدة، ويصعب على أي أحد أن يتجاوز الروابط الأزلية، المجتمع في جزيرة العرب واحد والدين واحد، هناك تيارات ورثت شيئا من التوتر في العلاقة، أنت أعرف، سابقاً كانت هناك إشكالات في قضايا ترتبط بالحدود، وهذا حدث قبل عشرات السنين عندما تغير النظام في اليمن من إمامي إلى جمهوري، فهذه التيارات التي تقصدها بعضها ورثت الخلاف، لكنه بطبيعة الحال خلاف في فترات معينة، كانت اليمن تجد وضعها مع المملكة وجهاً لوجه، لكنها ليست قاعدة، كما قلنا أن هذا يحدث في البيت الواحد، لكن عندما يجد الناس في القرية الواحدة وضعهم وجهاً لوجه يُفهَم أنه في الأخير سيتم اتفاق وتعايش بشكل طبيعي ليكون الجميع أقوياء، لذلك أقول إذا وجدت تيارات تجنح إلى التأزيم، فهي تأثيرات بسيطة جداً وتأثيرها بسيط.
هل لك أن تسمي تلك التيارات؟
- ليس بالضرورة أن أُسمي، ولكن أنا متأكد أن كثيرا من الناس قد يكون لهم مواقف معينة سيأتي وقت من الأوقات وتتغير، عند توقيع اتفاقية الحدود مع المملكة حين أتت للبرلمان في فترةٍ مضت كان هناك إجماع، إجماع كان مردُّه إلى الرغبة أن تكون العلاقات بين البلدين كبلدٍ واحد في أفضل صورها، أنا ألاحظ أننا ماضين في هذا الاتجاه، ونتذكر مواقف الحكومة السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، الذي يتبنى بكل قوة ووضوح أن تنضم اليمن لمجلس التعاون، تعرف أن الأحداث في اليمن العام الماضي كانت سبباً لأن تدفع المملكة اليمن بقوة لتأهيله للانضمام للمجلس، وسمعنا كثيراً وقرأنا أحاديث للملك عبدالله تؤكد أننا شيء واحد وهو ما يجعلنا نطمئن أن يكون المستقبل مستقبل البلد الواحد في السراء والضراء.
على الرغم من ذلك، هناك محاولات لخلق عقبات وتشويش على هذا التقارب السعودي اليمني، كيف يمكن أن يؤثر ذلك سلباً على هذه العلاقة الخاصة؟
- بصراحة لا ينبغي أن يُلقَى لها بال، أنصحكم في المملكة ألا تكونوا حساسين لمجرد أن تسمعوا أي صوت لفئة لا تشكل إلا واحد بالمئة، هؤلاء لا يعبرون إلا عن أنفسهم.
عبدالملك الحوثي ومن يتبعون له وغيرهم واحد في المئة؟
- هم في الأخير أقلية، ولا أعتقد أن عداءهم أو موقفهم سيكون دائما، بالعكس، هناك تأجيج أيديولوجي صحيح وتداخلات إقليمية تجعل الأمور أحياناً ليست على ما يرام، لكن مع هذا أنا أؤكد أن من لا يسعدهم التقارب والتكامل بين المملكة واليمن هم قلة، فأرجو ألا تكونوا في المملكة حساسين لهذه الغاية.
على المستوى المحلي في اليمن، أديت صلاة الجمعة قبل الأسبوع الماضي مع شباب الثورة وأكدوا لي وجود فجوة بين الحكومة الانتقالية والشارع اليمني، ووأرجعوا ذلك إلى استمرار النظام السابق في تولي زمام الأمور في كثير من القطاعات الحساسة في الدولة خصوصاً في الجيش، ما تعليقك على ذلك؟
- من حقهم بصراحة أن يشعروا بهذا الشعور، ودائماً التحولات الكبيرة لا تتم بين عشيةٍ وضحاها لكن يجب أن يثق شباب الميدان أنهم فتحوا باب التغيير وهم ماضون وكلنا ماضون في الطريق الذي فتحوه وهو ليس مفروشا بالورد، ولا تنس أن الوضع في اليمن جاء خلافاً لما هو عليه في تونس أو مصر، طبعاً هناك جوانب إيجابية كثيرة في الحالة اليمنية وهناك أخرى سلبية، الجانب الإيجابي أنه لا يوجد إقصاء أبداً، عندما تم إقصاء البعث في العراق شاهدنا ماذا حدث، وفي مصر أنا لست مع حل الحزب الوطني لأن حل الحزب يترك آخرين لهم مساوئ يظهرون في الصورة، أعتقد أن المعالجة اليمنية لقضايا التغيير فيها إيجابيات كثيرة ولكن فيها سلبيات أيضاً، حكاية الجيش صراحةً ما كنت أود تكرار الحديث في هذا المجال كثيراً لأنه يجعل كثيرا من الإخوان يستاؤون، لكن دعني أقول لك أن الجيش الذي بُني في المرحلة السابقة بُني عشائرياً للأسف الشديد، وهذا من أسباب اتخاذنا موقف إزاء الذين حكموا في الماضي، والذين كنا شركاءهم بطريقة أو بأخرى، وأذكر أنني لم أسكت في الفترة الماضية وطالبت مراراً بتعديل بنية الجيش، أؤكد أن هذا من الضروري أن يتم وهو ما يحصل بالفعل لكنه بشكل متدرج وآمل ألا يستغرق وقتاً طويلاً، سبق أن نصحت القادة الكبار من أقرباء الرئيس السابق علي عبدالله صالح أن يتركوا مواقعهم العسكرية ويتجهوا للعمل السياسي، وسبق أن نصحت قائد الحرس الجمهوري قريب الرئيس صالح بذلك.
ترى أن رؤية الشباب فيما يتعلق بأن مقربين من الرجل أي الرئيس صالح ما زالوا في مواقع مهمة، رؤية صحيحة؟
- هم موجودون لكن السيطرة لم تعد كما كانت في السابق، وإن كانت موجودة بطريقة أو بأخرى، وفي الحقيقة مع الزمن ستنخفض، وعندما أتحدث عن الزمن أي على المدى المتوسط ويجب أن يتم بشكل صحيح وأنا مع التخلي بشكلٍ طوعي وسريع.
هل ترى أن هناك محاولات لعرقلة المبادرة الخليجية لاسيما أن الشارع يرى أن الرئيس السابق استطاع الالتفاف عليها؟
- هناك محاولات التفاف بالفعل وعرقلة للمبادرة، المبادرة تعني بشكل أساسي نقل السلطة بشكل كامل من الرئيس عبدالله صالح، لكن حتى الآن كون الرئيس يمارس دوراً سياسياً مثلاً يرأس الحزب الشريك في حكومة الوفاق فالسلطة لم تنتقل وهو يستطيع أن يؤثر، وكون قادة عديدين في الجيش والمؤسسات العسكرية يدينون له بالولاء حتى الآن فالسلطة لم تنتقل بشكل كامل، والعرقلة تأتي من هذا الجانب، من المهم جداً للرئيس علي صالح أن يترك العمل السياسي بشكل كامل وأن يتم نقل السلطة بالكامل للرئيس الجديد، ومن وقت لآخر يظهر الرجل (صالح) حتى أنه هنأ الرئيس المصري المنتخب قبل الرئيس اليمني الحالي، نرى في الولايات المتحدة الأمريكية عندما يُنتَخب رئيس جديد يتوارى السابق عن الأنظار مدةً لا تقل عن عام ليعطي خلفه فرصة أن يلتف الناس حوله، من المفترض أن يحدث ذلك في حالتنا والتواري مقارنةً بالفترة التي حكمها الرئيس صالح يجب أن يكون أكثر من عام ومن الضروري أن يختفي، الرجل أخذ حقه في الحكم والقيادة بالطول والعرض ولذلك يجب أن يختفي أكثر من سنة، صالح حكم ونجح في البدايات لكنه فشل كثيراً، الفشل والأخطاء تراكمت أخيراً، سيادة البلاد ووحدتها وسياسة البلاد ومعيشة اليمنيين باتت مهددة وحتى المخاطر على الجيران، أنتم في المملكة تأثرتم كثيراً من الاضطرابات في اليمن، لقد سُلِّطَ عليه الضوء أكثر من ثلاثين عاما، حان الآن أن يتوارى صالح عن الأنظار.
هل تمنيت أن تكون آخر وزير إعلام في اليمن؟
- إن شاء الله يتم هذا في وقتٍ قريب.
دعني انتقل معك لقضية خطف نائب القنصل السعودي في اليمن كيف تقرأها من موقع المسؤول اليمني؟
- المتطرفون لا سلطان عليهم، وانتهز هذه الفرصة لأندد بهذا العمل المُشين وأعبّر عن تعاطفي المُطلق مع الأخ عبدالله الخالدي وأسرته الكريمة وأريد أن أقول لهؤلاء الناس الذين لا يزالون يحتجزون ذلك الرجل ويدَّعون أنهم ضمن منهج أنصار الشريعة، عليهم أن يُغلِّبوا الشريعة أو عليهم أن يظهروا للعالم جميعه أي دين وشريعة تجيز ما يفعلون، هذا عمل غير إنساني، أناشد أي أحد يحتجز حرية هذا الرجل أن يتذكر أن هذا العمل غير إنساني فما بالك أن يكون عملا إسلاميا.
هل تملكون معلومات عن هذه القضية؟
- أنا شخصياً لا أملك معلومات دقيقة، الأمن والدفاع ربما يكون لديهم معلومات بشكلٍ أكبر.
هل ترى أن ذلك محاولة لجرّ المملكة في تصادم مع اليمن؟
- يجب أن يثق إخواننا بالمملكة العربية السعودية أننا لسنا في تصالح مع أنصار الشريعة، نحن في حالة حرب معهم ومواجهة، هؤلاء يقتلون أبناء اليمن، في ميدان السبعين قتلوا أكثر من مائة شاب من شباب اليمن الأحرار، لا أتوقع على الإطلاق أن يحصل أي تحسس من الإخوان في المملكة تجاه اليمن بسبب هذه المسألة، هؤلاء إرهابيون ومن جنسيات متعددة بينهم سعوديون ويمنيون وتوانسة وصوماليون، ربما إخواننا السعوديون متحسسون من قضية مواجهتنا للقاعدة والمتطرفين، نحن نحاربهم ونقاتلهم ونواجههم بقوت أبنائنا، وطبعاً لا أعتقد أن ذلك يؤثر بأي مستوى على علاقتنا بالمملكة.
لكن مؤشر وجود الجماعات المتطرفة في اليمن ربما يكون في تصاعد؟
- الآن ليس في تصاعد، كان في تصاعد خلال الفترة السابقة وهذا طبيعي جداً بحكم وجود الاضطراب والانقسام، الجيش كان منقسما والسياسية كانت منقسمة، البلد بأسرها كانت مفككة فكان هناك تصاعد لكن الآن بالعكس هناك تحجيم لوجود القاعدة وأنصار الشريعة والجماعات المسلحة.
لكن في اليمن هناك أكثر من ستة ملايين قطعة سلاح، ألا ترى أن ذلك يساعد على وجود التطرف والجماعات المسلحة؟
- هذا صحيح من غير شك، السلاح وانتشاره أمر مؤثر سلبياً ومقلق، أتمنى أن نصبح مثلكم في المملكة، لذلك عليكم أن تشكروا حكومتكم، أنتم كنتم مسلحين في فترة مضت.
كُنّا مُسلحين قبل مائة عام معالي الوزير!
- أو أقل حتى، أنا أذكر الخناجر في صور كثيرة جداً، وكثير جداً من الشيوخ والأمراء كانوا مسلحين في هذه الصور، الملك عبدالعزيز – رحمه الله – عندما أمسك البلاد استوعب أن الأمن ضروري، الآن أنت معي في مكتبي بقلب العاصمة اليمنية صنعاء، أنا لست مدججاً بالسلاح.
لكن رافقني حين دخولي مكتبك معالي الوزير مجموعةٌ مُدججةٌ بالسلاح!
- لأني تعرضت قبل فترة لمحاولة اغتيال لذلك لدي مرافقون حالياً، بالمُجمل اليمنيون ليسوا مولعين بالسلاح، ما جعل اليمنيين في السنوات السابقة يحملون السلاح بالكثافة التي تحدثت عنها هو أن الدولة التي كانت تحكم البلاد لم تشعر يوماً ما أنها مسؤولة عن أمن اليمنيين، لذلك كان اليمنيون يُقتَلون في وسط المدن وفي الشوارع ويُقتَلون وسط صنعاء وبالقرب من دار الرئاسة.
مسؤولة عن ماذا إذن؟
- كانت مسؤولةً عن حماية نفسها وعن حماية عرشها فقط، وهذه من الأسباب التي جعلتنا نقوم في وجوه من كان مسؤولاً في تلك الفترة، وأنا كتبت عن ذلك، ولم نكُن هكذا في اليمن، النظام لم يكن يأبه بمن يحيى ومن يموت وفلسفته هكذا للأسف الشديد، لذلك الناس اقتنوا السلاح للدفاع عن أنفسهم، الشعب اليمني والله ليس عدوانيا لا في ذاته ولا على غيره، السلاح انتشر لأن الدولة لا تسأل عن أمننا.
يقودني حديثك لسؤال استقيته من الشارع عن محاولات رجال النظام السابق تصدير صورة مفادها أنهم القادرون فقط على ضبط البلد، بالإضافة إلى اتفاقات مع الجماعات المسلحة لتعزيز هذا الشعور، ما تعليقك؟
- هم لم يستطيعوا ضبط البلد، نحن دخلنا ست حروب مع الحوثيين وهم قلة وكانوا في توسع مع كل حرب، فأين الضبط؟ القاعدة توسعت أيضاً، القتل كان على مقربة من دار الرئاسة ولا أحد يسأل، وحكاية أنهم يدعمون هذا أو ذاك فقد سمعت عن هذا كثيراً وأتمنى ألا يحدث ذلك بالرغم أنه يُطرَح على نطاق شاسع وواسع.
الانفصاليون والدعوات التي تطلقها أصوات في اليمن للدعوة لتنفيذ مشروع انفصال بين الجنوب والشمال، كيف تقرأ خطورة مثل هذا الطرح؟
- طبعاً المجتمعات تتأزم وترتفع بها أصوات التطرف لذلك الذي يحدث الآن وانتشار القاعدة وأنصار الشريعة والانفصاليين هذه كلها أعراض تؤكد فشل القيادة السابقة في السياسة والعدل والاقتصاد والأمن، كل هذه أعراض جانبية للمرض الذي ثار عليه الشعب ونزل للشوارع.
اليمن في ظل تنامي السلاح وتدني مستوى التعليم ومشكلة القات وانتشاره، كيف يصبح يمناً سعيداً؟
- التحديات عادةً تخلق استجابة، والاستجابة قد تكون استسلام للتحديات الكبيرة وقد تكون مقاومتها، وأحيانا البشر لديهم طاقات هائلة جداً إذا فُجِّرَت هذه الطاقات تتغلب على المستحيل، أنا أعترف أن هناك خطرا ومشكلات كبيرة، لكن بقدر خطورتها بقدر ما يمكن أن تشكل فرصة لأن يقترب اليمنيون من بعضهم وأن يضحوا من أجل بلدهم وأن يعملوا بطاقة أكبر من الآن، التغلب على هذه المخاطر يحتاج إلى جهد، والطاقة البشرية الكبيرة التي نملكها تمثل فرصة، صحيح من الضروري تنميتها لأننا إن تركناها هكذا ربما تشكل خطورة علينا.
أخيرا، هل تملك سلاحاً يا معالي الوزير؟
- صحيح لدي في منزلي سلاح شخصي، لكن رغم ذلك أتمنى أن يكون سلاحنا الشرع والقانون، إن كانت هناك دولة ستتابع وستأخذ حق أي مواطن وتنصفه، وهو عكس ما كانت عليه المرحلة السابقة.
اقرأ المزيد من عدن الغد | حوارات | وزير الإعلام اليمني : صالح لا يزال حاكماً
http://adenalghad.net/news/14376/.htm#ixzz20oyIVxt2