شاب يمني يخترع جهازاً للكشف عن الأجسام الغريبة والتحكم في الأنظمة

يعشق العمل.. والعلم متنفسه الوحيد.. والمعاناة دفعته لإثبات قدراته..
شاب يمني يخترع جهازاً للكشف عن الأجسام الغريبة والتحكم في الأنظمة

• الأهالي نت- صنعاء
  

شاب من أبناء الحالمة.. يهيم حباً باليمن.. كما يهيم عشقاً بالعمل..
فالعمل هو من قاده لتحقيق إنجاز أقل ما يوصف به أنه عملاق، الشاب طلال عبد
الجليل نائف يقدم اختراعه الإبداعي المتخصص القائم على الجمع بين
المعلومات، والوصول إلى الجديد منها، أو الكشف عنها، من خلال نظام شبكي
مرتبط بجهاز خاص من ابتكاره واختراعه.

ارتباط الشاب طلال بالعمل، وبالمعلومات دفعه للتوصل إلى اختراعه النوعي
الذي نال بموجبه براءة اختراع.. فبعد أن نال الشهادة الثانوية من ثانوية
تعز الكبرى، حصل على منحة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى
الخارج لإكمال الدراسة الجامعية، وحصل على شهادة البكالوريوس في مجال هندسة
الكمبيوتر، ثم أكمل دراسته العليا في مجال الشبكات وبناء أنظمة الكمبيوتر،
ونال براءة اختراع في مجال الكمبيوتر من الإدارة العامة للملكية الصناعية،
وبراءة الاختراع تحت عنوان (تخمين المقادير الجديدة من المقادير القديمة
عن طريق المفاضلة بهدف تنقيص الخطأ في الأنظمة الصناعية).. وبعيداً عن
التفاصيل العلمية الدقيقة، لندع ضيف صفحة (إبداع) يحكي لنا عن تفاصيل
إنجازه..

عالم الشبكات

يقول طلال: أصبح العالم قرية واحدة، ويعود الفضل إلى أنظمة الشبكات، حيث
تقوم الشبكة بتزويد المستخدمين بكافة المعلومات وفي جميع المجالات. ومن أهم
الشبكات.. الشبكات اللاسلكية و ما يطلق عليها wireless
، ومن أهم الشبكات اللاسلكية، شبكات الاستشعار، وهي شبكة تقوم بجمع
المعلومات، حيث تتكون هذه الشبكة من أعضاءِ الشبكة ومركز لتجميع المعلومات،
حيث يقوم أعضاء الشبكة بجمع المعلومات عن ظاهرة معينة أو نظام صناعي معين
أو مشكلة معينة، ويقوم أعضاء الشبكة بتشكيلات مختلفة من أجل جمع المعلومات
وإرسالها إلى إدارة الشبكة التي تقوم بدورها بمعالجة البيانات وإرسالها إلى
مراكز العمليات لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

ويضيف: وكان هذا موضوع بحثي في رسالتي ولكن كنت أرى عند عملية معالجة
البيانات تحتاج الشبكة إلى قياس البيانات السابقة والجديدة حتى تقوم بإرسال
المعلومات الجديدة والمفيدة وتحذف المعلومات المكررة، من أجل قياس
البيانات عدت إلى التفاضل والمشتقات، حيث تقوم المشتقة بإعطائنا معدل
التغير الحاصل بين المعلومات القديمة والجديدة، والتكامل يقوم بعكس ذلك حيث
يأخذ المعلومة القديمة، ويضيف إليها معدل التغير للوصول إلى المعلومة
الجديدة، وقمت بإصلاح عملية الاشتقاق ورأيت أن الشبكة تقوم بعملية جمع
المعلومات عن أي ظاهرة أو نظام صناعي أو مشكلة معينة بطريقة صحيحة، ثم قمت
بإثبات ذلك عن طريق محاكي الشبكات opnet ورأيت أن الشبكة تعمل بشكل صحيح، فقمت بعون من الله وتوفيقه بتصميم الجهاز.

ويتابع قائلاً: يمكن الاستفادة من هذه التقنية في شبكات الرادار في تحديد
الأجسام الغريبة، كما يمكن الاستفادة منها في عملية التحكم والسيطرة في
مختلف الأنظمة، كما يمكن الاستفادة منها في شبكات الاتصال وجمع المعلومات،
وكذلك في الصناعات الغذائية من أجل الوصول إلى نقطة التعادل عند تركيب
المركبات، وأيضاً في مراكز الإحصاء.

الطريق إلى الإنجاز
ويؤكد طلال: إن من الدوافع التي أوصلته إلى اختراعه هو حبه للعمل منذ
طفولته، وعشقه للمعلومات والربط بينها، سواء كانت المعلومات متشابهة أم
متناقضة، ويقول: كنت أقوم بربط المعلومات حتى ولو كانت نظرية، وأقوم
بتجسيمها على أشكال هندسية، كالربط بين السالب والموجب يولد طاقة، وعندما
كنت أبحث في مجال الشبكات، وبتوفيق من الله تعالى، توصلت إلى الاختراع،
وقمت بعرضه على مركز البحوث في الجامعة والتي قامت بدورها بإرساله إلى
الإدارة العامة للملكية الفكرية وبراءة الاختراع والهيئة الصناعية، وبعد
دراسة دقيقة على يد أكابر العلماء دامت عدة أشهر تم منحي براءة الاختراع.

الإبداع لا يخلو من معاناة
هناك مقولة شهيرة مفادها:المعاناة تولد الإبداع، يبدو إن هذا ما يقصده
المخترع طلال بقوله: ولعل من الدوافع الرئيسية التي أوصلتني إلى هذا العمل
هو تعرضي لليتم المبكر، قام بكفالتي جدي وأمي، فمن أجل إثبات الذات كنت أجد
متنفسي في العلم، وكذلك حفظي لكتاب الله، وهو القائل سبحانه: (اتقوا الله
ويعلمكم الله) ويقول عز وجل: (وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك
عظيما).

في الختام يقول: أهدي اختراعي لوطني الغالي اليمن وللحالمة تعز، سائلاً
المولى العلي القدير أن يعم الأمن والإيمان أرجاء هذا الوطن الكبير.. كما
أتقدم بالشكر والتقدير لكل من شجعني على هذا الاختراع، من السفارة اليمنية
والطلاب اليمنيين وعلى رأسهم الدكتور محمد سعيد، كما أشكر الدكتور محمد
الصبري رئيس الشئون الأكاديمية في جامعة تعز على تشجيعي بالعودة إلى أرض
الوطن، وأشكر كلاً من الدكتور جميل ويحيى عبد القادر وعبد الإله، والذين
أصروا على أن أقوم بالتدريس في الجامعات اليمنية. ولم ينس طلال أن يقدم
رسالته إلى أقرانه الشباب، مؤكداً على ضرورة إظهار قدراتنا وأفكارنا
وإبداعنا، فالكمبيوتر في متناول الجميع، منوهاً إلى إن قدراته وصفها
بالمتواضعة في خدمة أبناء هذا الوطن الحبيب، معبراً عن تقديره لصحيفة
الجمهورية، المنبر الإعلامي السباق إلى نقل أفكار المبدعين الي الناس
وتطلعاتهم.. وللتواصل مع المبدع والمخترع طلال ودعمه والاستفادة من ابتكاره
في خدمة الوطن والمجتمع، عبر البريد الإلكتروني التالي:talal2002ym@yahoo.com


الجمهورية*