قال المحامي والناشط الحقوقي خالد الآنسي ان الثورة الشعبية الجارية حالياً باليمن هدفها الرئيسي الدعوة الى دولة مدنية ، مستغرباً من الاصوات الداعية الى اقصاء الاحزاب السياسية من الثورة التي هي من مقومات الدولة المدنية " الحياة المدنية لا يمكن ان تقوم بدون احزاب سياسية, ولا يمكن لشخص يدعو لدولة مدنية ديمقراطية ثم يقول لا للحزبية و الأحزاب" لكنه رفض ماساماها الوصاية على ثورة الشباب " نستطيع ان نقول لا للوصاية من أي طرف كان, الأحزاب نرحب بها كشريكة في النضال وليست وصية علينا".
واوضح الآنسي في تصريح لـ"مأرب برس"؛ نحن كشباب أتينا الى ميادين الحرية وساحات التغيير وكان لنا موقف منذ البداية بأن ثورتنا ثورة محبة لا تتخذ مواقف رافضة الا للفساد والاستبداد والقهر ودعت الجميع للتظاهر, ومن الاطراف التي دعوناها الأحزاب السياسية والجيش والعلماء والاعلام والشخصيات العامة والشرفاء في المؤتمر الشعبي العام ,فيفترض ان ننتبه أننا عندما ندعو هؤلاء جميعا ثم نقوم برفضهم, يجب ان يكون هؤلاء "إضافة لنا" وهذه مسألة "بيدنا نحن كأشخاص ثوار متواجدين في هذه الساحات".
مستدركاً "علينا ان ندرك ان لهذه الأحزاب شبابا متواجدون بيننا , وشبابا فاعلون، فالقول برفض الاحزاب معناه أننا نقول لهؤلاء الشباب "اننا لا نريدكم" ولكن نقول "نحن نريدكم ونحن قادة ثورتنا ونحن المتحدثون بثورتنا".
موضحاً؛ "لا نريد ان تتحول القيادة السياسية لهذه الاحزاب الى قيادة لهذه الثورة, هذه القضية لا يختلف عليها احد ولن يتمكن علي عبدالله صالح وأجندته في تصوير هؤلاء الثوار كأنهم ضد الديمقراطية والعمل السياسي يخوف الجميع منه".
وقال الآنسي؛ لقد تعمد (صالح) ان يخوف الناس من الشباب وثورتهم ويعتبر ان هذه الثورة تستهدف كل شيء في هذا البلد, لكن وبكل بساطة نستطيع ان نقول أن هذه الاحزاب تمارس وظيفتها السياسية التي وجدت من أجلها والثوار يمارسون وظيفة ثورية.. فالأحزاب السياسية لها ادواتها و"نحن كثوار لنا أدواتنا" وبالتالي لا يمكن ان نقول للسياسيين لا تقوموا بعملكم السياسي كما أنه ليس من حقهم ان يقولوا لنا توقفوا عن ثورتكم "بل اننا بمقدورنا ان نستفيد من السياسيين ان جاءوا بشيء يتوافق مع أهدافنا وان لم يأتوا بشيء نقول له لا وبكل سهولة".
واضاف الآنسي؛ اعتقد ان وجود الأحزاب السياسية في اليمن هو في المحصلة سيخدم هذه الثورة لأن الاحزاب من خلال عملها السياسي "ستوفر علينا نحن كثوار ان ندخل في طاولة المفاوضات والحوار ثم نجد انفسنا مضطرين الى تقديم تنازلات ,فالأحزاب عندما تتحاور وتتفاوض وتتوصل الى اتفاقات معينة, عندها اذا وجدنا ان هذه المفاوضات والاتفاقات لا تلبي مطالبنا نستطيع ان نقول وبكل سهولة لها لا، ونبني على ما وصلوا اليه بدلا من ان نبدأ من نقطة الصفر".
وأشار الآنسي الى انه، يجب ان تكون علاقتنا بالأحزاب السياسية علاقة شراكة مثلها مثل غيرها من القوى التي دعيناها , ويجب ان ندرك اننا بحاجة الى ان نستفيد من خبرة هذه الاحزاب في قدرتها على التنظيم والحشد ومن وجود شبابها الظاهر والمؤثر , وكان واضح من الاحزاب عندما اعلنت تأييدها لهذه الثورة أعربت عن تشجيعها لشبابها ان يلتحقوا بها وهذا الأمر كان له دور في إضفاء زخم على هذه الثورة .
واوضح الانسي؛ نحن لا نحمل أي عداء لأي مكون من هذه المكونات, نحن نعادي الفساد والاستبداد والطغيان, من جانب أخر يجب علينا ألا نخلط بين غضبنا من الأداء البطيء للأحزاب في السنوات الماضية وبطئ خطواتها , خصوصا ان لهذه الاحزاب رصيد في النضال السياسي والنضال السلمي استندنا عليه خلال معركتنا مع الماضي ,لأنه اذا قلنا بهذا الأمر معنى ذلك اننا غير منصفين ونتعامل مع الامور تعاملاً غير موضوعي , تعامل إقصائي, بغض النظر ان اختلفنا معها في رؤيتنا انها كانت بطيئة ومقصرة, هذا الامر يكون واردا ومقبولا، لكن ان نقول هانحن أتينا ويجب ان نلغي كل شيء, لا.. فنحن لم نقل ذلك حتى للحزب الحاكم, لم نقل نحن ألغيناكم بل قلنا ان أيدينا لازالت ممدودة إليكم.
وتحدث الآنسي في ختام تصريحه بقوله: علي عبدالله صالح أراد ان يجعل صراعه مع المشترك, مع الاحزاب وأراد ان يحول صراعه بينه وبين الشعب والشباب الى صراع بين الشباب والأحزاب ولذلك "علينا ان ننتبه" لان الذي يتبنى "لا حزبية ولا احزاب" اما انه شخص لديه قصور في فهم ان من مقتضيات الدولة المدنية وجود تعددية سياسية ووجود احزاب , او ان هذا الشخص غاضب من الأداء البطيء للأحزاب خلال الفترة الماضية, او انه شخص يريد اثارة هذه النقطة ليؤثر على وحدة الصف لذا لا يمكن ان نرفض شريحة واسعة من الشباب المتواجدين في الساحة, والذي يقول ان ليس له انتماء سياسي اقل انه يخدع نفسه, يمكننا ان نقل ان هناك شخص منظم وغير منظم, ففي هذا التكوين الفطري الناس دائما تميل الى نظرية معينه فكرية او سياسية والحديث ان الناس مجردون من التعاطف والانتماء لفكرة معينة في الحياة هذا حديث فيه نوع من المبالغة, لذا لا نستطيع ان ننكر ان العمل السياسي هو احد إيقاعات هذه الثورة واحد ألوانها وعلينا ان نجعله لون من ألوان الطيف وليس كل الطيف, مثلما وجدت القبيلة والأحزاب والجيش والمرأة ورجال الأعمال علينا أن نتعايش ونتقبل العمل السياسي كشريك لهذه الثورة وليس بديلاً