كشفت محاضر التحقيق مع الرئيس المخلوع حسني مبارك أنه قال " لقد قررت أن أعتزل الرئاسة رابع يوم من الاحتجاجات في الشارع المصري " لكن المقربين مني أوهموني أن الشعب مازال يُريدني ومن بين أولئك مدير مكتبي " أهـ .
صالح في خضم خلافاته السياسية مع المشترك بسبب تصريحات سلطان البركاني حول موضوع " تصفير العداد " وتعديل الدستور لإبقاء صالح رئيسا مدى الحياة , أحدثت تلك التصريحات هزةً في الشارع اليمني جعلت الرئيس يوضح شخصيا أنه لا يرغب في التمديد ولا التوريث ولا يوجد شيء أسمه تصفير عداد وإنما هو اجتهاد من بعض " المخلصين " حسب تعبيره .
الرئيس في لقاء لاحق مع مجلس النواب في رئاسة الجمهورية وبعد تفاقم الأوضاع والبدايات الأولى لثورة الشباب خاطب صالح المجلس قائلا " كله عملكم أنتم سبب الأزمة لا أنا حول عداد ولا أنا حول تصفير العداد " . أهـ
الرئيس حتى اللحظة قدمت له ست مبادرات وكلها رفضت باستثناء الأخيرة التي ننتظر قدرها خلال الساعات القادمة وأن كانت هناك مؤشرات تدل على رفض الرئيس صالح لها مقدما عبر خطابة الصاروخي أمام مجاميع من نسوة اليمن .
سراب دولة وأطلال حزب :
صالح رفض مبادرة العلماء ومبادرة اللقاء المشترك , ومبادرة السفير الأمريكي , ومبادرة الخليج الأولى وألان المبادرة التي تسلمها صالح كخلاصة نظر خليجية للخروج من الأزمة الحالية التي أحالت صالح وبتداعياتها المتسارعة والخطيرة على الشارع اليمني إلى سجين في قصر الرئاسة , فهو منذ بداية الثورة حتى اللحظة لم يغادر قصره الرئاسي , وهي أطول مدة قضاها صالح في قصره مدى حياته حتى الآن .
الرئيس يعرف جيدا الشرخ الذي قصم ظهر دولته وهد كيان حزبه , ولم يعد الكثير من رموز وواجهات الدولة تدار إلا بالترهيب أو ارتباطا بمصالح هي زائلة بمجرد رحيل صالح .
أو لنقل أن هناك أجهزة فقط مازلت تعمل عبر أشخاص وليس عبر مكونات مؤسسية رسمية .
خلال أقل من 24 وعشرين ساعة وتحديدا بعد إعلان اللواء علي محسن الأحمر انهارت كل مكونات الدولة اليمنية وتسابق الوزراء وأعضاء مجلس النواب والقيادات العسكرية في الانضمام إلى ثورة الشباب , وهي وقفة عار في حق الرئيس صالح , تكشف حقيقة الوهم عن دولة المؤسسات التي يتحدث عنها صالح طوال سني حكمة , فدولة تتهاوى مكوناتها في اقل من يوم حري بمن بقى بمن ينادي بها أن يخرس خلف أطلال الوهم والفساد .
مخلصو الرئيس يخشون على أنفسهم وليس على الفندم :
أصبح المخلصون حول الرئيس قليل جدا ولذا لو رصدنا أربع جمع ماضية ونحن في انتظار الخامسة التي لا يفصلنا عنها سوى ساعات من يوم واحد ونركز على شاشة الفضائية اليمنية سنلمح أن هناك شخصيات لا تكاد تفارق الرئيس في تلك الوقفات التعبدية في ميدان السبعين من كل يوم جمعه .
وفي الاتجاه المعاكس يرى شباب الثورة أن تلك الشخصيات هي وجوه غالبيتها ضالعة ومتلطخة بدماء شهداء الثورة سواء في صنعاء أو الحديدة او تعز .
تلك المجموعة الصغيرة " المخلصة " للرئيس هي القلة التي مازلت تحاصر الفندم بآرائها بحثا عن طول أمد لصالح أن يبقى على كرسي الحكم , لأنهم يعلمون أن مصيرهم ربما يكون أسوأ من مصيره , لأنة ربما ينجو بضمانات محلية وعربية على عكسهم .
لو تذكر الرئيس الكم الهائل من المشورات التي عرضت عليه وقام بتنفيذها لوجد أن غالبيتها لم تحدث أي أثر في الواقع وإنما تكون دائما نتائجها عكسية , ودائما تكون تلك النصائح مصحوبة بكشوفات مالية باهظة يجد من يقوم بطرحها فرصا في التكسب , لم يكن الواحد منهم سيصل إلى جمع ما سيجمعه من مال حتى لو بقى في منصبة نصف قرن .
كم سيصمد الرئيس أمام حشود الثوار وغضب الشعب :
نظام صالح مقارنة بنظام حسنى مبارك لا يساوي شيء على كل الصُعد" أمنيا وعسكريا واقتصاديا , إضافة إلى تمتعه بدعم دولي واسع وسمعة نظيفة في محيطة الإقليمي , لكن ماذا حصل؟؟.... إنهار مبارك وكل نظامه خلال 18 يوم فقط .
الرئيس بعقلية الجندي مازال يفكر وليس بعقلية المشير صاحب خبرة 33 عاما في السياسات الدولية والمعادلات الداخلية , الرئيس يفكر بعقلية متأخرة جدا عن الواقع الذي يعيشه , ويبدو أنه لا يفهم شيء في تلك المعادلات وقد ظهر ذلك جليا عندما تقدم العلماء إليه بمبادرة المشترك ووافق عليها أنقلب على تلك الموافقة بعد 24 ساعة تحت مسمى أنه لم يفهم بنودها وأضطر مكتب الرئاسة أن يصدر بيان يقول فيه أن مبادرة المشترك لم تكون واضحة وفيها لبس كبير .
الرئيس يراهن على بعض قوته العسكرية , التي حشدها في النهدين وجبل نقم والسنينه وغيرها من الأماكن.
على الفندم أن يعلم أنه في حال إقدامه على أي مجازر بحق شباب الثورة فإن تداعيات ذلك ستكون وخيمة علية لأنه يعلم كيف كانت نتائج مجزرة جمعة الكرامة .
يروي لنا التاريخ أن أي حاكم على مستوى العالم يختبئ خلف مترسه ومستندا على بندقيته ضد شعبة دائما يكون هو الخاسر والقضية وما فيها هي قضية وقت والشعوب دائما هي المنتصرة .
لسنا في شركة مساهمه حتى تتمسك بالكرسي :
على الريس أن يستغل فرصة الوقت الضائع لأنه أن ضيع المبادرة الخليجية التي عرضت علية اليوم فإنه يقود نفسه إلى مصير أسوأ من مصير حسني مبارك وأبنائه .
في حال رفض صالح لمبادرة الخليج ألأخيرة .. ونحن ننتظر ما سيقول غدا أمام أنصاره في ميدان السبعين . نحن نعلم أنه يدوس على كلامه بمجرد أن ينصرف من على المنصة, لكن العالم يسجل كل تلك الخطابات وعلى ضوئها تبنى قرارات وتحدد سياسات .
الرئيس عليه أن يخرج من قمقمه الفكري وليشاهد العالم بعين من يبحث عن غد آمنٍ وحياةٍ مستقرةٍ , لا بعين من يرى ان الشعب سارق شرعية أو باحثين عن انقلاب .
أخي الرئيس لسنا في شركة مساهمة لكل منا سهمه المحدد , نحن في شعب يبحث عن رسم معالم غدة المشرق ’ لا تقل في حجة خرج مليون وفي صنعاء خرج مليون لكن تذكر أن الشعب المصري أكثر من ثمانين مليون مصري خرج منهم ثلاثة ملون فقط فغيروا ليس وجه مصر فقط وإنما سيتغير وجه الشرق الأوسط بأكلمة ..