خرج الآلاف من أبناء محافظة حجة في مسيرات جماهيرية حاشدة بعد صلاة جمعة وفاء الشعب للجنوب منددين بالمجازر التي ارتكبها النظام بحق أبناء الجنوب و القصف الوحشي الذي تعرض له أبناء يافع بلحج على خلفية مواقفهم المؤيدة والمناصرة للثورة.
وفي خطبة الجمعة أكد القاضي حمود الهتار وزير الأوقاف المستقيل من الحكومة على أن القضية الجنوبية لا يمكن أن تحل إلا بالعدل والمساواة لا بالظلم والاستبداد والتسلط والحرمان وأن هذه الجموع التي خرجت في جمعة وفاء الشعب للجنوب تؤكد عدالة القضية الجنوبية التي تعتبر في صدارة القضايا التي يعيشها اليمن اليوم، مشيرا إلى ان الملايين من اليمنيين الذين خرجوا في هذه الجمعة تؤكد بجلاء مدى النضج الذي وصلت إليه الوحدة اليمنية من خلال تجسيد الإخاء بين أبناء المحافظات الجنوبية والشمالية حين خرجوا كلهم يهتفون من أجل عدالة هذه القضية ، لافتاً الى أن مفتاح الحل للقضية الجنوبية هو رحيل هذا النظام عن سدة الحكم ويجب ان تحل القضية على أساس ما ورد في وثيقة الاتفاق التي وافقت عليها الأحزاب والتنظيمات السياسية وعلى أساس أن تعاد المظالم لأهلها.
ودعا القاضي الهتار شباب الثورة في الساحات إلى المحافظة على زخم الثورة وسلميتها وعدم الانجرار إلى العنف مهما كانت استفزازات النظام و"بلاطجته" ، مؤكدا "بأن ساعة النصر باتت قريبة لأن هذه الثورة ثورة الشعب مصدر السلطة ومالكها وليست ثورة أحزاب سياسية ولا تكتلات ومنظمات جماهيرية إنما ثورة شعبية بكل ما تعنيه الكلمة وليست أزمة سياسية بين أطراف العمل السياسي كما يحاول الحاكم أن يصورها ويؤكد ذلك للأشقاء والأصدقاء .
وقال الهتار " لقد حققت هذه الثورة أهدافها بفضل صمود الشباب في الساحات ونضالهم وصمودهم وجلدهم ومن أهم تلك الاهداف التي تحققت القضاء على مشروع التأبيد والتوريث إلى غير رجعة، وسقوط مشاريع التمزيق وتجسيد الوحدة الوطنية، وتحقيق مبدأ التعايش والقبول بالآخر في ساحات التغيير بين أبناء اليمن على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم، واختفاء العصبيات الحزبية والمناطقية والمذهبية الضيقة".
وأشار الهتار في خطبته إلى ميدان الحرية بمنطقة "حورة " حجة، انه ميدان الأحرار من ابناء اليمن مذكرا بمن سقطوا فيه من الشهداء أمثال " الشهيد " زيد الموشكي ،والشهيد عبدالوهاب نعمان ،والشهيد احمد المطاع ،والشهيد حسين بن ناصر الاحمر ، والشهيد حميد بن ناصر الأحمر ، والشهيد حسين الكبسي ، والشهيد ، محيي الدين العنسي ، والشهيد الخادم الوجيه وغيرهم من الشهداء الأحرار الذين سقطوا في ميدان حورة التاريخي وفاضت أرواحهم إلى بارئها من قبل الطغاة حينذاك ، وقال الهتار أن ثورة 48 كانت ثورة ضد الظلم والاستبداد والتسلط وتوريث الحكم لأن الإمام أحمد حاول جاهدا أن يورث لابنه الحكم من بعده وأن الثورة اليمنية الشعبية السلمية التي أحيا جذوتها شباب اليمن اليوم جاءت بعد تصريحات نظام الحكم في البلد بقلع العداد وتوريث الحكم إلا أن أحرار اليمن وأبطالها وشبابها هبوا كلهم على قلب رجل واحد للنزول إلى الساحات والميادين للاعتصام حتى رحيل هذا النظام "البائد" الذي يحاول اليوم وبعد مرور 48عاما على الامامة أن يعيد ذلك الحكم ليقضي على الجمهورية.
وتساءل الهتار " شباب التغيير ينادون اليوم بتغيير الأوضاع في البلد ومن حقهم ذلك فلماذا يقول النظام لا للتغيير ؟ أليس من حقهم المناداة بالتغيير ؟ إن الفضل في إشعال جذوة هذه الثورة هو لشباب اليمن الذين كان لهم السبق في النزول إلى الساحات والميادين بعد أن طفح بهم الكيل وبلغ السيل الزبى وتأزمت الأوضاع ، مشيرا إلى أن الكثير من الأحرار في البلد حاولوا ان ينصحوا هذا النظام لإصلاح الاختلالات والمشاكل التي يعاني منها اليمنيون إلا أنه صم أذنه ولم يسمع لأحد أبدا مما أدى إلى أن تصل الامور إلى ما وصلت إليه البلد اليوم ولن يصلح الحال إلا برحيل هذا النظام الذي حكم اليمن طيلة 33عاما بالأزمات والمشاكل .
وأوضح الهتار أن هذه الجمعة لها تسميتان " جمعة الأمن والاستقرار للنظام المتهالك" ، "وجمعة وفاء الشعب للجنوب " فإذا كان الحاكم يقول أن جمعته الأمن والاستقرار فأن أي امن واستقرار يتحدث اليوم وهو من يثير العنف ويسعى لتفجير الأوضاع في البلد من خلال تسليحه للموالين له ولنظامه وتوزيع الأسلحة على المحافظات والتي كان نصيب محافظة حجة منها5000 قطعة سلاح لتوزيعها على الموالين فقط لأنه لم يعد واثقا في القوات المسلحة والأمن أهذا هو الأمن والاستقرار الذي يتحدثون عنه !! وإذا كان النظام يتحدث عن الأمن والاستقرار فعليه أن ينزع يده من القوات المسلحة والأمن لأنها مؤسسة الشعب والمدافعة عن كرامته وأمنه واستقراره لا عن امن أفراد وأمن كرسي ، يجب أن تحترموا هيبة هذه المؤسسة وترفعوا وصايتكم عليها وتحترموا قواعد الاقدمية فيها، أما جمعة الشعب فهي لمصدر السلطة ومالكها.
واضاف الهتار أن هذا اليوم هو يوم الشعب الذي سيتحدث فيه الادباء والشعراء والمثقفون والوعاظ والمعتصمون والمعتصمات في ساحات الحرية والتغيير وعن حق الشعب في اختيار حكامه ومراقبتهم ومسائلتهم ومحاسبتهم وعن حق الشعب في استعادة ثرواته ممن استولى عليها وصادرها واستأثر بها قلة من رموزه وحرم منها من هم الأولى بها.