بقلم : عادل الجوجري
انتهى زمن الحاكم المستبد علي عبد الله صالح ضمن نهاية نظام عربي عتيق وذليل ،وبات أمام الشعب اليمني العظيم أن يرسم مستقبله بنفسه من خلال حوار خلاق بين النخب السياسية التي تمثل الكتل الاجتماعية والسياسية والقبلية على قاعدة أن اليمن أعلى وأغلى من الجميع ،وأن اليمن يستوعب كل أبناء الوطن بدون تمييز،ولااقصاء ولاتهميش،وإن إمكانات اليمن الاقتصادية تكفي شعبه وتزيد إن كانت هناك عدالة في توزيع الدخل بعيدا عن اللصوصية والنهب العام.
............
لكن بناء وطن جديد ديمقراطي وشفاف وحر بديلا عن نظام سابق كان تابعا لأميركا والسعودية ومستبدا وفاسدا وقاطع طريق يحتاج أولا إلى محاكمة كل رموز النظام السابق محاكمة عادلة تتوفر فيها كل الشروط القانونية ،وأولهم صالح وأولاده واصهاه وأولاد أخوته الذين عاثوا في الأرض فسادا وانتهكوا حرمات وأهانوا عائلات كريمة،لذلك فالقصاص هنا مرادف لمعني الحياة نفسها لاسيما القصاص لدماء الشهداء شهداء الحراك الجنوبي الأبطال الذين تحدوا السلطة الغاشمة في وقت ظن كثيرون أن أخوتهم في الشمال لن يثورون ،وتحمل أبناء الجنوب مشقة وتضحيات مواجهة النظام الفاسد الذي استخدم كل وسائل القتل الجماعي بما في ذلك الطائرات والدبابات لقمع انتفاضات الحراك السلمي في الضالع وأبين وعدن وغيرها من مدن الجنوب الأبية.
والقصاص حق لشهداء ثوار ساحة التغيير في صنعاء وساحات الشرف والعزة في تعز وكل شبر من الأرض اليمنية انتفض ضد الظلم والاستبداد.
..................
إن المحاكمات هنا لاتقصد الانتقام من نظام شرس في فساده وإنما تأسيس نظام عادل وشفاف وديمقراطي ولا يستقيم ذلك كله إلا بعد تطهير المؤسسات اليمنية من فلول النظام السابق الذين كانوا ركنا أساسيا في تحقيق أغراضه في السيطرة والهيمنة والسرقة.
ومطلوب هنا تطهير المؤسسات القضائية من قضاة الفساد والرشوة وتطهير الإعلام من أبواق ظلت تنعق بخطاب فاسد لتضليل الجماهير المحلية والعربية،ولعلي أشير هنا إلى محاولات إغراء ورشوة بذلها معي-دون جدوى-بعض أفراد نظام علي عبد الله صالح لكي أغير موقفي ولكي لا ادعم أبناء الجنوب الأبطال، وان أخفف من معارضتي للنظام، لكنني كنت ولازلت اعتبر أن معارضتي لعلي عبد الله صالح وكل حاكم عربي ظالم هي جزء من معارضتي لنظام مبارك الفاسدة،فالأنظمة الفاسدة تتوحد ولابد من أن يتوحد المناضلون والشرفاء لمواجهة حلف الظلم والاستبداد.
ولابد من تطهير كل المؤسسات القيادية من أركان النظام السابق لأنهم سيتحركون في إطار ثورة مضادة ،بغرض إجهاض التغيير الثوري وإحباط الجماهير،ومن هنا ندعو إلى تشكيل مؤسسات موازية سواء في محافظات الشمالية أو الجنوبية استعدادا لموحلة جديدة فيها استحقاقات مختلفة نوعيا،وكلي ثقة في أن إزاحة نظام عبدالله صالح سيفتح المجال أمام الأخوة في اليمن لإيجاد حل مرض للقضية الجنوبية العادلة،وقضية الحوثيين إذ يستحيل أن تكون الثورة ناجحة إن لم تحقق العدالة والكرامة لكل أبناء الوطن ولاشك أن أبناء الجنوب كانوا الأكثر تضحية وتحملا ونضالا من اجل إسقاط الطاغية ويحق لهم أن يطرحوا تصوراتهم بكل حرية من أجل التمتع بحياة كريمة في ظل ثورة شعبية كانوا هم طلائعها الأولى وأبطالها"وهناك ثلاث تصورات هي الفيدرالية-الانفصال-إبقاء الوضع الراهن" وهناك حوار بين قيادات الجنوب لم ينته بعد، لكنني اعتقد ا ناي حل ثوري لقضية الجنوب يكون في أطار الحوار الوطني الشامل،وان كنت أميل إلى صيغة الفيدرالية التي تصون الوحدة من جهة باعتبارها حلم حوله عبد الله صالح إلى كابوس ،ومطلوب استرداد الحلم بشكل يحافظ من جهة أخرى على حق أبناء الجنوب في إدارة محافظاتهم أو كيانهم السياسي بشكل مستقل وله ضوابط وقوانين حضارية مع التمسك بالدولة الواحدة المهابة،ذات الجيش الواحد والعلم الواحد ومؤسسات مركزية أخرى لاتحول دون بناء نسق لامركزي في الجنوب يتسم بالمرونة،وسرعة انجاز المهام واستيعاب احتياجات المواطنين المتنوعة.